من ديوان
مراثي اليمامة
للشاعر
أمل دنقل
سفر الف دلال
(الإصحاح الأول)
القöطاراتٓ ترحلٓ فوق قضيبينö: ما كانْ ما سيكٓونٔ!
والسماءٓ: رمادñ;.. به صنعْ الموتٓ قهوتْهٓ,
ثم ذْرُاه كي تْتْنْشُْقْه الكائناتٓ,
فينسْلُ بينْ الشُْرايينö والأفئöده.
كلُٓ شيءٰ - خلال الزُجاج - يْفöرُٓ:
رذاذٓ الغبارö علي بٓقعهö الضُْوءö,
أغنيهٓ الرُöيحö,
قْنٔطرهٓ النهرö,
سöربٓ العْصافيرö والأعمöدهٔ.
كلُٓ شيءٰ يفöرُٓ,
فلا الماءٓ تٓمسöكٓه اليدٓ,
والحٓلٔمٓ لا يتبقُْي علي شٓرفاتö العٓيونٔ.
***
والقطاراتٓ تْرحلٓ, والراحلونٔ..
يْصöلٓونْ.. ولا يْصلٓونٔ!
(الإصحاح الثاني)
سنترال:
أعطö للفتياتö
- اللواتي يْنْمٔنْ الي جانب الألهö الباردهö -
(شارداتö الخيالٔ)
رقمي; رقمْ الموتö; حتي أجيءْ الي العٓرٔسö..
ذي الليلهö الواحöدهٔ!
أْعطöه للرجالٔ..
عöندما يلثٓمٓون حْبيباتهم في الصُْباحö, ويرتحلونْ
الي جْبْهاتö القöتالٔ!!
(الإصحاح الثالث)
الشٓهورٓ: زٓهٓورñ; علي حافْهö القْلبö تْنٔمو.
وتٓحرقٓها الشُْمسٓ ذاتٓ العٓيون الشُْتائيُْهö المٓطفأهٔ.
***
زهرهñ في إناءٔ
تتوهُْجٓ - في أوُْلö الحبُö - بيني وبينْكö..
تٓصبحٓ طفلاً.. وأرجوحهً.. وامرأه.
زهرهً في الرُöداء
تْتْفْتُْحٓ أوراقٓها في حْياءٔ
عندما نْتْخْاضرُٓ في المشٔيهö الهادöئه.
زهرهٓ من غöناء
تْتْورُْدٓ فوق كْمنجاتö صوتكö
حين تفاجئكö القٓبلهٓ الدافöئه.
زهرهñ من بٓكاء
تتجمُْدٓ - فوقْ شٓجيرهö عينيكö - في لحظاتö الشُöجارö الصغيرهö,
أشواكٓها: الحزنٓ.. والكöبرياءٔ.
زهرهñ فوق قبرٰ صغيىرٔ
تنحني; وأنا أتحاشي التطلعْ نحوكö..
في لحظات الودْاعö الأْخيرٔ.
تْتْعرُْي; وتلتفُٓ بالدُْمعö - في كلُö ليلٰ - إذا الصُْمتٓ جاءٔ.
لم يْعٓدٔ غيرٓها.. من زهورö المسْاء
هذه الزهرهٓ - اللؤلؤه!
(الإصحاح الرابع)
تحبلٓ الفتياتٔ
في زيارات أعمامöهنُْ الي العائله.
ثم.. يٓجٔهöضٓهٓنُْ الزحامٓ علي سٓلُْم "الحافöله"
وترام الضُْجيج!
***
تذهبٓ السُْيداتٔ
ليٓعْالجٔنْ أسنانْهنُْ فْيٓؤٔمöنُْ بالوحٔدْه الشامله!
ويٓجöدٔنْ الهوي بلöسانö "الخليج"!
***
يا أبانا الذي صارْ في الصُْيدليُْات والعٓلْبö العازله
نجُنا من يدö "القابöلهٔ"
نْجنُا.. حين نقضٓم - في جنُْه البؤسö - تفُاحْهْ العْربات وثيابö الخٓروجٔ!!
(الإصحاح الخامس)
تصٔرخين.. وتخترقينْ صٓفوفْ الجٓنودٔ.
نتعانقٓ في اللحظاتö الأخيرهö,..
في الدرجاتö الأخيرهö.. من سلُم المöقصلْهٔ.
أتحسُْسٓ وجهْكö!
(هل أنت طöفلتيْ المستحيلهٓ أم أمُöيْ الأرملهٔ?)
أتحسسٓ وجهْكö!
(لمٔ أكٓ أعمي;.
ولكنُْهم أرفقٓوا مقلتي ويدي بمْلْفُö اعترافي
لتنظرْه السلٓطاتٓ..
فتعرفْ أنُöيْ راجعتهٓ كلمهً.. كلمهً..
ثم وْقُْعتٓهٓ بيدي..
- ربما دسُْ هذا المحقُöقٓ لي جملهً تنتهي بي الي الموتö!
لكنهمٔ وعدوا أن يٓعيدوا اليُْ يديُْ وعينيُْ بعدْ
انتهاءö المحاكمه العادöلهٔ!)
زمنٓ الموتö لا ينتهي يا ابنتي الثاكلهٔ
وأنا لستٓ أوُْلْ من نبُْأ الناسْ عن زمنö الزلزلهٔ
وأنا لستٓ أوُْلْ من قال في السُٓوقö..
إن الحمامهْ - في العٓشُö - تحتضنٓ القنبلهٔ!.
قْبُلبيني;.. لأنقلْ سرُöي الي شفتيك,
لأنقل شوقي الوحيد
لك, للسنبله,
للزٓهور التي تْتْبرٔعمٓ في السنه المقبلهٔ
قبُليني.. ولا تدٔمعي..
سٓحٓبٓ الدمعö تْحجبني عن عيونöك..
في هذه اللُْحظهö المٓثقله
كثٓرتٔ بيننا السُٓتٓرٓ الفاصöله
لا تٓضيفي إليها سöتاراً جديدٔ!
(الإصحاح السادس)
كان يجلسٓ في هذه الزاويهٔ.
كان يكتبٓ, والمرأهٓ العاريهٔ
تتجوُْل بين الموائöدö; تعرضٓ فتنتْها بالثُْمنٔ.
عندما سألْتٔه عْن الحْربö;
قال لها..
لا تخافي علي الثروهö الغاليهٔ
فعْدوُٓ الوطنٔ
مثلٓنا.. يخٔتتنٔ
مثلنا.. يعشقٓ السُلْعْ الأجنبيُْهٔ,
يكره لحمْ الخنازيرö,
يدفعٓ للبندقيُْهö.. والغانيهٔ!
.. فبكتٔ!
كان يجلسٓ في هذه الزُاويهٔ.
عندما مرُْت المرأهٓ العاريهٔ
ودعاها; فقالتٔ له إنها لن تٓطيل القٓعودٔ
فهي منذٓ الصباحö تٓفْتُشٓ مٓستشفياتö الجٓنودٔ
عن أخيها المحاصرö في الضفُْهö الثانيهٔ
(عادتö الأرضٓ.. لكنُْه لا يعودٔ!)
وحكْتٔ كْيف تحتملٓ العبءْ طöيله غربتهö القاسيهٔ
وحكتٔ كيفْ تلبسٓ - حين يجيءٓ - ملابسْها الضافيهٔ
وأرْتٔهٓ لهٓ صورهً بين أطفالöهö.. ذاتْ عيد
.. وبكت!!
(الإصحاح السابع)
أشعر الأنْ أني وحيدñ;..
وأن المدينهْ في الليلö..
(أشباحْها وبناياتöها الشُْاهöقه)
سٓفنñ غارقه
نهبتٔها قراصنهٓ الموتö ثم رمتٔها الي القاعö.. منذٓ سöنينٔ.
أسندْ الرأسْ ربُْانٓها فوقْ حافتöها,
وزجاجهٓ خمرٰ مٓحطُمهñ تحت أقدامهö;
وبقايا وسامٰ ثمين.
وتشْبُْث بحُْارهٓ الأمسö فيها بأعمدهö الصُْمتö في الأْروöقه
يتسلُْل من بين أسمالöهم سمكٓ الذكريات الحزينٔ.
وخناجرٓ صامتهñ,..
وطحالبٓ نابتهñ,
وسöلالñ من القöططö النافقه.
ليس ما ينبضٓ الأنْ بالروحö في ذلك العالمö المستكينٔ
غير ما ينشرٓ الموجٓ من عْلْمٰ.. (كان في هبُهö الريحö)
والأن يفركٓ كفُْئهö في هذه الرُٓقعهö الضيُöقه!
سْيظلُٓ.. علي السُْارياتö الكْسيرهö يخفقٓ..
حتي يذوبْ.. رويداً.. رويداً..
ويصدأٓ فيه الحنينٔ
دون أن يلثمْ الريحْ.. ثانيهً,
أو.. يري الأرضْ,
أو.. يتنهُْدْ من شْمسöها المٓحرöقه!
(الإصحاح الثامن)
أهö.. سْيدتي المسبلهٔ.
أه.. سيدهْ الصُمتö واللفتاتö الوْدودٔ.
***
لم يكنٔ داخلْ الشقُْهö المٓقفله
غيرٓ قطٰ وحيدٔ.
حين عادت من السُٓوق تحملٓ سلُْتها المٓثقله
عرفتٔ أن ساعي البريدٔ
مْرُْ..
(في فٓتحهö البابö..
|