للشاعر
فاروق جويدة
أغنيه للوطن
ماذا تبقي من ضياء الصبح
في عين الوطن
والشمس تجمع ضوءها المكسور
والصبح الطريد
رفات قديس يفتش عن كفن
النيل بين خرائب الزمن اللقيط
يسير منكسرا علي قدمين عاجزتين
ثم يطل في سأم و يسأل عن سكن
يتسول الأحلام بين الناس
يسألهم و قد ضاقت به الأيام
من منا تغير ..
وجه هذي الأرض .. أم وجه الزمن
في كل يوم يشطرون النهر
فالعينان هاربتان في فزع
و أنف النيل يسقط كالشظايا
والفم المسجون أطلال
وصوت الريح يعصف بالبدن
قدمان خائرتان , بطن جائع
و يد مكبله .. وسيف أخرس
باعوه يوما في المزاد بلا ثمن
النيل يرفع رايه العصيان
في وجه الدمامه .. والتنطع .. والعفن
ماذا تبقي من ضياء الصبح
في عين الوطن ..
الان فوق شواطيء النهر العريق
يموت ضوء الشمس
تصمت أغنيات الطير .. ينتحر الشجر
خنقوا ضياء الصبح في عين الصغار
و مزقوا وجه القمر ..
باعوا ثياب النهر في سوق الخناسه
أسكتوا صوت المطر ..
في كل شبر وجه ثعبان بلون الموت
ينفث سمه بين الحفر ..
في كل عين وجه جلاد يطل ويختفي
ويعود يزأر كالقدر ..
صلبوا علي الطرقات
أمجاد السنين الخضر
باعوا كل أوسمه الزمان البكر
عمرا .. أو ترابا .. أو بشر ..
أتري رأيتم كيف يولد عندنا
طفل وفي فمه حجر
لم يبق شيء للطيور
علي ضفاف النيل
غير الحزن يعصف بالجوانح
زمن العصافير الجميله قد مضي
وتحكمت في النهر أنياب جوارح
زمن القراصنه الكبار
يطل في حزن العيون ..
و في انطفاء الحلم ..
في بؤس الملامح ..
|