جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء
أزحف في معاطف القتلي۔ وفوق الجثث المكدسه
منكسر السيف۔ مغبر الجبين والأعضاء
أسأل يا زرقاء
عن فمك الياقوت عن نبوءه العذراء
عن ساعدي المقطوع .. وهو ما يزال ممسكا بالرايه المنكسه
عن صور الأطفال في الخوذات... ملقاه علي الصحراء
عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء
فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظه الملامسه
عن الفم المحشو بالرمال والدماء
أسأل يا زرقاء
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار
عن صرخه المرأه بين السبي والفرار
كيف حملت العار
ثم مشيت¿ دون أن أقتل نفسي¿ دون أن أنهار¿
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربه المدنسه¿
تكلمي أيتها النبيه المقدسه
تكلمي بالله باللعنه بالشيطان
لا تغمضي عينيك۔ فالجرذان
تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها
تكلمي لشد ما أنا مهان
لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران
ولا اختبائي في الصحيفه التي أشدها
ولا احتمائي في سحائب الدخان
.. تقفز حولي طفله واسعه العينين.. عذبه المشاكسه
كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق
وحين مات عطشا في الصحراء المشمسه
رطب باسمك الشفاه اليابسه
وارتخت العينان
فأين أخفي وجهي المتهم المدان¿
والضحكه الطروب: ضحكته ..
والوجه .. والغمازتان
***
أيتها النبيه المقدسه
لا تسكتي .. فقد سكت سنه فسنه لكي أنال فضله الأمان
قيل لي اخرس
فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
أجتز صوفها
أرد نوقها
أنام في حظائر النسيان
طعامي الكسره والماء وبعض التمرات اليابسه
وها أنا في ساعه الطعان
ساعه أن تخاذل الكماه والرماه والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شأن
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعي الي الموت ولم أدعْ الي المجالسه
تكلمي أيتها النبيه المقدسه
تكلمي تكلمي
فها أنا علي التراب سائل دمي
وهو ظمئ يطلب المزيدا
أسائل الصمت الذي يخنقني
ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا
فمن تري يصدقني¿
أسائل الركع والسجودا
أسائل القيودا
ما للجمال مشيها ويدا
ما للجمال مشيها وئيدا¿
***
أيتها العرافه المقدسه
ماذا تفيد الكلمات البائسه¿
قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار
فاتهموا عينيك۔ يا زرقاء بالبوار
قلت لهم ما قلت عن مسيره الأشجار
فاستضحكوا من وهمك الثرثار
وحين فوجئوا بحد السيف: قايضوا بنا
والتمسوا النجاه والفرار
ونحن جرحي القلب
جرحي الروح والفم
لم يبقي الا الموت
والحطام
والدمار
وصبيه مشردون يعبرون أخر الأنهار
ونسوه يسقن في سلاسل الأسر
وفي ثياب العار
مطاطئات الرأس۔ لا يملكن الا الصرخات التاعسه
* * *
ها أنت يا زرقاء
وحيده۔ عمياء
وما تزال أغنيات الحب۔ والأضواء
والعربات الفارهات۔ والأزياء
فأين أخفي وجهي المشوها
كي لا أعكر الصفاء الأبله المموها
في أعين الرجال والنساء
وأنت يا زرقاء
وحيده عمياء
وحيده عمياء
