ثمانٍ خَلتْ فارقتنا ———————— في رثاء أخي مكي فرج المدلل رَحلتَ وبي شوقٌ يمزِّقُ أضلعي وخلَّفتَ حزناً لا يبارحُ أدمعي يقولونَ من ليستْ تراهُ نواظرٌ سيُنسى ولكنّي أرى طيفَهُ معي يعيشُ بفكري والفؤادِ كأنَّهُ وريدٌ يغَذّي خافقاً في تصدِّعِ أ مَكِّيُّ مهما طوَّقتْني مصائبٌ فإنَّ مصابي فيكَ قد قضَّ مَضْجَعي صبايَ وفيهِ أنتَ محضُ سعادتي ومَرْجِعُ آمالي وبابُ تطلُّعي فما اشتدَّ بي همٌّ أُخَيَّ وهدَّني والا حديثٌ منكَ راقَ بمَسْمَعِي جلوتَ بهِ ما رانَ في القلبِ موجِعاً فكنتَ شِفاءَ القلبِ من كلِّ مُوجِعِ أحنُّ إلى سيرِ ببغدادَ جانبي تُحدِّثُ في قولٍ مفيدٍ وماتعِ إلى المُتنبي حيثُ منكَ انعطافةٌ تُخَيِّرُني في الكتبِ ما هوَ نافعي ومنك دروسٌ قد تلقَّيتُ وقعَها عليَّ يضاهي ما قرأتُ بمَجمَعِ فكمْ قلت لي كنْ واثقاً حينَ تنتهي إلى عملٍ قَلِّبْهُ من كلِّ موضِعِ فانْ كانَ فيهِ ما يلبِّي لحاجةٍ فأقدِمْ عليهِ حينذاكَ وأزمِعِ ثمانٍ خلتْ فارقْتَنا كنتَ حاضراً يذكِّرني وخزٌ لطيفِكَ مُوقِعي سقى اللهُ قبرا صَيّباً فيهِ رحمةٌ إليكَ وتحظى بالرضا من مُشَفَّعِ تنالُ باحسانٍ وغفرانِ زلَّةٍ أعالٍ من الفردوسِ في خيرِ موقعِ د. محفوظ فرج المدلل 7 / 6 / 2023م 18 / ذو القعدة / 1444هـ