رساله البوعزيزي
يا أرضنا۔ يا تونس الخضراء۔ يا حبيبتي
لقد وجدنا دربنا و عزه الأحرار في قلوبنا
ورغبه الإبحار و السفر
رساله البوعزيزي ومضه داميه الشجن
اشتعلت بالليل لحظه ۔ فارتبك الزمن
و ارتجفت من وقعها المميت
جماجم التلال ۔ وانتحب الشجر
بعد البكاءٔ ۔ بعد الذهول و الشجا
انتفضت أرواحنا غاضبه
كالريح۔ كالأنواء
جامحه كالبرق
تستنفر الدماء
و اندلعت من العدم
من الجراح النازفه
من الألم
من الحقول الواجفه
من الظمأ ۔من الصدأ
من دمعه الأطفال
اندلعت ثورتنا كاسحه
تمزق الخنوع و الأوحال
تبعثر الأغلال
كأنها الإعصار
يا ويله الطاغيه الجبار
يا ويل من عذبنا
و صادرت أوكاره السوداء
أحلامنا و الحب و الأفراح
يا ويله السفاحٔ
هل ننس أننا أحفاد الثائر يوغرطه
و خيره الأبطال و الحضرٔ
لقد حسمنا أمرنا
و ابتدأ السفرٔ
بروحه البوعزيزي قد أوقدنا
وأجج الحياه في قلوبنا
و رغبه الإقلاع و الظفرٔ
فما الذي يمنعنا من أ ن نكون ¿
وما الذي سوف نري ¿
إن لم نر الوجود
ولم نر أغصاننا تعانق النجوم
لا خوف بعد اليوم
لقد نمت أفاقنا
و ارتجت السدود
فاندلقت دماؤنا صاخبه
تخضب التراب و الأيام
تبدد الظلام
و من صدي الوديان
تقدمت أمواجنا كاسحه
تبعثر القلاع الجائره
مفعمه بالدمع
تحطم الأقفال و القيود
هل يستطيع الليل
أن يحجب البركان إذ يثور¿
أو يلجم الرعود ¿
لا شيء بعد الأن
قد يوقف المد الذي يدفعنا
أو يكسر الصمود
و رغبه العبور والسفر
لقد أقسمنا للحياه
أن نبعث الفصول من جديد
و ننسف الظلام أو نموت
وليسخر القدر
DEGAGE
اندلقت من الضلوع
من أعماق الأرض
كالسيف۔ كالزلزال
تؤجج الغضب
و اشتعل الصدي
يردد الموقوته الصماء
بن علي ديقاج
و بكل حزم بن علي ديقاج
ديقاج ۔ ديقاج ۔ ديقاج
و ما استطاع ألقتله
و لا الصراخ و البكاء
و لا الرصاص
أن يوقف الزلزال
وفجأه........قبل الغروب
انبلج المدي
و انقشع السحاب
إذ فر من منٔ كبلنا عقود
بالقهر و الحديد
و النار والترويع والجليد
فانسحب الظلام
و ارتفعت أصوتنا صادحه
تردد النشيد
حماه الحمي يا حماه الحمي
هلموا هلموا لمجد الزمن....