غرفتي ——— غرفتي في الجدارö السميكö من اللöُبنö أنفاسٓهٓ تنتشي رئتي من شذاها ولا علمْ لي ما هو السرُٓ في كلöُ ذلك ولذا لا يطيبٓ لي النومٓ إلُا بقربöه بابٓها يتْوْسُْطٓها وعلي جانحيها الأواوينٓ فارههً تتناغي معي ببرودهö نسمهö دجله أقولٓ لها : أبي كانْ يعرفٓ كيفْ تْخْيُْرْ أطوالْ أقواسöكö الباهيه تقولٓ : ترابي من دجلهٰ وعجينْتٓهٓ من زلالö الضفاف وإنُْكْ مثلي عجينهٓ طينöكْ منها وانتْ حبيبي لأنُْك مني سريري محاذٰ إلي قوسöها الأيمن وفي رْفöُهö كتبي حينْ ينتابٓني الحزنٓ أصمتٓ يبقي يسامرٓها وتسامرٓهٓ في ليالي الشتاء مْرُْهً ينبري البحتريُٓ بديوانöهö ويباغتٓهٓ بالقصائد يقرأ بعضْ مدائحöهö لابنö خاقان تهتزُٓ طينهٓ رفöُي تقولٓ له : أنا كنتٓ طاس الفخار الذي تشرب الماء منه ويذهبٓ فيكْ الخيالٓ بعيداً مْرُْهً يتصدُي بزاويهٰ يتحدُْثٓ فيها (المبرöُد) عن كاملöه ويبرزٓ في السقفö قشرñ من الطينö منفطراً يقولٓ : أيا ابن يزيد لقد كنتٓ دْكُْتْكْ العاليه كنتْ تجلسٓ فوقي وتلقي دروسْك في النحوö كلُْ صباح غرفتي عٓمقٓها أرفٓفñ كلُٓ أعتابöها تْتْحْدُْثٓ بالحبöُ والألفهö عن يساري ابي نائمñ وعلي الرفöُ مöذٔياعٓهٓ في الصباحö يدوöُرٓ مفتاحْهٓ فْتٓغْني لواجههö البابö فيروز قد ( أزهرْ النرجسٓ ) فيندهشٓ الركنٓ في البابö تأخذٓهٓ نشوهñ غيرْ مألوفهٰ يقولٓ سمعنا عٓرْيبْ دنانيرْ شاريهً ولكنُنا ما ألöفنا كهذا الغناء أقولٓ لهٓ : تلكْ من أرضö لبنان يقولٓ بأنُْ الكلامْ يجودٓ بأمثالöهö ابنٓ وهبٰ وصوليُٓ وابن حٓمْيد سعيد ولكنُْ ألحانْهٓ ما سمöعٔنا بها غرفتي بابٓها في مقابل نخلتنا مباركهñ وتمرُٓ السنينٓ وتمضي أماميْ ماثلهñ تْتْغْطُي سمائي بخضرْتöها مثلْ خيمه مره أشعرتني بجمُارöها ناطقاً يتحدُْثٓ لي تقولٓ : أنا لكْ حصنñ حصينñ أنا من يجابهٓ شمسْ الظهيرهö يْمنْعٓها أنٔ تْتْقْدُْمْ زاحفهً نحوً رْفöُك أنا لكْ مصفاهٓ إمُا غْزْتٔ في فناءö الهواء عوارضٓ أوبئهٰ يتراصفٓ سعفي حفاظاً عليكْ لإجهاضöها النسائمٓ قبلْ الوصولö إليكْ أبْرöُدٓها من هجيرö الطريقö التي قْطْعْتٔها ألْطöُفٓها من نسائمö روحي لتعبرْ نحوكْ وإن أنضجْ الصيفٓ أعذاقيْ المثقلاتö امتع سمعْكْ ناظرْكْ الصبحْ في جوقهٰ للبلابلٰ وهي تغرöُدٓ تنقرٓ نشوانهً بالثمار د. محفوظ فرج 31 / 8 / 2020م 12 / محرم / 1441هى