استيقظت الصبح استيقظتُ الصبحَ على عجلٍ و تأخَّرتُ عن الموعد كانَ على الدربِ حديقتُنا فرأيتُ وريدةَ جوريٍّ مُتَفَتِّحَةً باستحياء وحينَ عبرتُ رجعتُ إليها وكأنّي أشعرُ ما فيها من ألمٍ ومكابدةٍ في أجواءٍ لا تُحسَدُ فيها الغصنُ تحسُّ بأنَّ الكأسَ والاوراقَ الحمراءَ المطعونة بالصفرة ثقلٌ لا يقوى أنْ يحمِلَهُ الأوراقُ الحمرُ المفتَرَّةُ حولَ الكأسِ ليستْ متساويةَ الطولِ منها المُتَراخي ومنها المقصوصُ ومنها الرافضُ لا يَتَقَبَّلُ أنْ يلقاه الناظرُ في الشكلِ الشاحب سألتُ الوردةَ ماذا غَيَّرَ حالَكِ ؟ وكنتِ بكلِّ خريفٍ أُطْلِعُ قيثارةَ عن سرِّ جمالِكِ في آبٍ تَتَحَدَّيْنَ لهيبَه وأصَوِّرُكِ لأطْلِعَها عن فِتْنَتِكِ الأزَلِيّة قالتْ : الآبُ الكورونيُّ يغذِّي الأرجاءَ بحزنٍ لا محدود وأنا يحزنُنِي من رحلوا في عمرِ الوردِ فَلِمَنْ يَتَوَرَّدُ خدّي وَلِمَنْ أتَنَفَّسُ عطري مادامتْ سنةُ الألفينِ وعشرينَ فراقٌ ووداع حتّى الأحياءُ تَرَهَّلَ خيطُ الوصلِ بهم ما عادوا مثلَ الأوَّلِ جَفَّتْ كلُّ مشاعرِهِمْ حتى قيثارةُ مَنْ كنتَ تُحَدِّثُني عنها لم تسألْ عنكَ قلتُ : صدقتِ ففي كلِّ خريفٍ تَتَراصَفُ أشكالاً من ألوانِ الجوريِّ بكلِّ شذاها وتناشدُني في اللاوعي بعقدِ مقارنةٍ بين الأوراقِ وخدّي قيثارة بين عبقِ اليسمينِ وتنهيدةِ قيثارة بين دبابيسِ الورد وبسمةِ قيثارة د. محفوظ فرج 28 / 8 / 2020 م 9 / محرم /1442