ألا حي أثار الحبيب وداره ولا تله عن حال الرقيب وداره
وحدث عن الحي الحلول بعالج يغاديهم وهنا شميم عراره
فلله أثار أثارت غرامنا وربع يذيب القلب عند اذكاره
تقاضته عهد الحب وهي سواكب محاجرا دماها بسوء اندثاره
معطله أطلاله لعبت بها صروف زمان لايقام بثاره
فيا صاحبي والصب ليس لدائه دواء يقيه من وغول بحاره
يلذ له في الحب ان قيل انه صريع حياه عقير عقاره
فلا تحسبن الحب عار لمبتلي فذاك الذي يرضي الغرام بعاره
ولا تحسبن الشوق مني لمربع دريس يحار السفر بين قفاره
ولا ان تهيام الفؤاد لمنزل وروض يسلي الشجو شدو هزاره
فليس بكائي من جفاء خرائد ولا شاذن قد حيل بين مزاره
ولاكن شوقي للعلوم وأهلها علوم حديث المصطفي وشعاره
فذاك مثير الشوق بين جوانحي وحرقه قلبي من شراره ناره
وذلك علم كان للدين معقلا وخير سبيل يهتدي لمناره
ففيه لعمر والله نور هدايه لمن ضل في ليل الهوي واعتكاره
وفيه شفاء للقلوب من العمي وفيه حياه للنهر باعتباره
جزي الله بالخيرات جامع شمله محمدا الجعفر حامي دماره
أتاه علي حال تسوء لانه تشابه فيها زيفه من نضاره
فحاز صحيحا من عليل وأصبحت مجالسه تهني بجبر انكساره
سقي روحه سحب الرضي كل ساعه ولابرحت مخضله بانهماره
وقابل بالحسني خليفتنا الذي الاح له بدرا بعيد سراره
يقيم له في كل عام محافلا مزينه من حسنه واحتضاره
تدارسه الاعلام وهو أمامها ويذهلهم بالفهم عند ابتكاره
وان وقفوا عند انغلاق عويصه أبان صوابا في مقال اختصاره
هو البحر لو ان البحار مقيسه إليه لكانت نقطه لانفجاره
ولو ان نجم الافق كانت مداركا لخافت منالا من مشي غواره
أقام لنا سوق العلوم فأصبحت مضاعفه الارباح عند تجاره
ورفع بين الناس أقدار أهله فجرر كل فضله من ازاره
وأعطي فما اكدي وحاشي جلاله واغني وافني مراتي لجواره
وعمت عطاياه البقاع كأنما يروضها صوب الحيا بانتشاره
فلو برقت ريح الشمال وأرعدت ورامت تباري كفه لم تباره
فلا جود فيما قد سمعنا لغيره وان ضرب الامثال عند افتخاره
وكيف يضاهي من يجود بسيفه مهينا في الحرب أو في المكاره
فهذا الذي قد أدرك المجد والعلا صغيرا بحال فيه عجز كباره
تسنم اثباج الزعامه فاستمي الي مستوي للعز تفتحت شفاره
واركب خلق الله كل مدجح يشن الردا فوق العدا بمعاره
كتائب خضر بالحديد اذا رست علي أرض قوم زلزلت بشراره
تظن صهيل الجود فيها رواعدا حدا خداعا نئيم الريح عند اعتصاره
وأهاب بها الصقر الهمام محمد فجاءت كصقر في انقضاض مطاره
وصار يخوض الهول بين عجاجه تشابه فيها ليله من نهاره
يسير بريح النصر في لجج الوغي كما سار فلك في هبوب شواره
ويغني عن الشمس المنيره وجهه اذا حاد حبي وقت الضحي من غباره
له الحرب اهنا من مسالمه العدا اذا استوخم الاقران خوض غماره
له في ظهور الصافنات مجالس لعمرك أشهي من مقاصير داره
ومسح لأعراف السوابق عنده يهين لمسح الخز عند اعتجاره
له الرعب جندحائط من جهاته مسيره شهر من ترات نجاره
اذا مانوي اتيان قوم بغاره أتاه الذي ينوي رهين ظفاره
وان كان ينوي غزوه لمعاشر فليس لمن يبغيه غير فراره
كما فر عبد القادر الغمر خاسئا علي عقبيه خائفا من غراره
له الوبل لو نالته حينا سعاده وتاب إليه نال حسن اغتفاره
ولاكنه قد راعه من حماته مصاب فكل واقع في دماره
وكان أمير المومنين سقاه من تفضله من تبره ونقاره
سقاه ببطن العود من فرع كرمه وغرس لذيذ المجتبي من ثماره
اذا انه لاظل فيه ولاجني ولاكنه مستوقد لجماره
علي انه لو كان فيه فطانه لما أمر الضرغام حين اكتشاره
هو الجاهل المغرور قد نزلت به وخامه ما أعطاه سوء اغتراره
يظن طلاب الملك أكله جائع ويحسب ان الغرب مثل قراره
ويحسب اسد الغرب في الحرب مثل ما تعاوي من الذيبان حول دياره
فلولا ما صارت جسوم أناسه مطاعم طير في فناء وجاره
أصابهم ماقد أصاب بشومه كي ثمود باجتراح قداره
أصابهم ماقد جنا بجهاله وكم من مصاب في جنايه جاره
وكم حافر للغير سرا فخر في غيابات ذاك الحفر بعد احتقاره
أسائله بالله يوم انحيازه الي دار كفر في لباس صغاره
اكان مفيقا حين ذاك من الكري قرين به أو طافحا في خماره
أيجعل للكفار من قله الحيا عليه سبيلا طائفا غير كاره
فتبا له في ذمته الخزي جائيا معني يداني خطوه في حظاره
وتبا لمن يمشي فتضحك ان مشا اصيبيه الخزيان عند عثاره
جزي الله مولانا الامير محمد بكل جميل قائما بانتصاره
كفي مله الاسلام كل ملمه وكل عد ويختشي من ضراره
وكل غوي هائما في ضلاله وكل سفيه فاتن بجذاره
فيا ئيها القرم الذي قد بنا لنا من العز سورا عاليا باقتداره
لك الشرف المرفوع عند كنانه وعند معد راسخا في نزاره
تركت بهذا الفتح كل مملك قرين لائذا باعتذاره
وأرضيت مولانا أباد بنيله فارضاك مابين الوري باختياره
فأنت اذا أولي بكل فخامه وكل العلا قد حزته بابتداره
ومجلسك العالي عروس ممالك وهذا نظام الذر بعد نثاره
فلازلت مكلوء الجناب مهنئا ودهرك طوعا خادم بائتماره
تقابلك الاعياد منه بمنظر ومبتسم جميل افتراره
