جاد الزمان وجاء بالسراء   ورمي إساءته وراء وراء
وافي كتاب في يمين مبشر   متضمن لمسره غراء
فلثمت وجه الارض من جرح بما   جاء البشير به من الابناء
نبا شهي للنفوس سماعه   متبلج عن مامن وهناء
لبست به الدنيا لباس جمالها   وتبخترت في بهجه وبهاء
ونفي عن الارواح كل كأبه   كالصبح يفسخ سدفه الظلماء
ضاءت الارجاء وابتهجت به   مهج النهي جوانح الأحشاء
يابرد مورد ذلك النبا الذي   عم الوجود بسابغ النعماء
يابرده بين الجوانح مخبرا   قد عم بالا لاءوالالاء
وازداد نورا في مطالع سعده   قمر الدجا وكواكب الجوزاء
ورد البشير به فكان وروده   برد علي أحشائنا الحراء
ولذا فرحت فرحت ارقص مثل ما   لعب النسيم بسرحه غناء
أو كالذي سلبته ثوب وقاره   كأس مروقه من الصهباء
قل للبشير فدتك يابن مكرم   نفسي وانفس سائر الكرماء
ويقل شكرك يابشير وأنت قد   وافيت للأموات بالاحياء
بشرتنا بشفاء من بشفائه   ماء الحياه يسير في الاعضاء
بشفاء مولانا الامام محمد   ملك المماليك كعبه العلياء
ملك نمت في الانبياء أصوله   ورست به الاعراق في الخلفاء
وخطي الملوك الصبر تقصر دونه   ويطول فيه المدح بالاطراء
لما اشتكي سارت الي كل الوري   شكواه حتي ارتج كل بناء
وتكدرت كل المشارب بعدما   كانت مرونقه ذوات صفاء
فاليوم قد جبر الالاه بفضله   صدع الوجود وزال كل عناء
واسترجع الارواح من أشباحها   ماكان منتسبا الي الاصداء
وأضاء مصباح الخلافه أمنا   لايختشي أبدا من الاطفاء
هذا أمير المومنين مسلما   ومبرءا من سائر الادواء
والله ذو فضل عظيم قد حبا   سلطانه بعد الضنا بشفاء
واباحه صفو الحياه وطيبها   فحياته متبوأ السراء
فله الهنا كل الهناء فذاته   خلصت خلوص التبر بعد صلاء
وله البشاره ان تطول حياته   في ملكه في العزه القعساء
حتي يشيد للفخار مبانيا   لم ينها أحد من العظماء
ويزاد في عمر الخلافه مثل ما   زادت مأثره علي الامراء
فالحمد لله الذي ألطافه   معلومه بالكشف للضراء
والحمد لله الذي لم يبلنا   بشماته الحساد والاعداء
عكس الالاه يفضله أمالهم   وجزاهم بفجاءه البأساء
كذبت ظنونهم التي يرجونها   وكذا الظنون كواذب الاملاء
واغبر منتجع العدا فرياحمم   نكتب باعطار بعيد رخاء
بيناهم يتضاحكون اذا هم   في مأتم يا ويلهم وبكاء
فلنا الهناء معاشر القرباء قد   فض القضاء معاشر البعداء
وضحت لنا الأمال تعبق مثل ما   عبق الازاهر غب جري الماء
لازال مولانا تضاحكه المنا   منصور رايات رفيع لواء