يا صاح إن شئت التنعم في غد والفوز بالعز الصميم السرمدي
وأردت في الدارين إدراك المني والمكت في عيش هني أرغد
دع ما يشين العرض من طرق الردي واترك مدي الدهر ادكار المعهد
وانزل من الوغد الجهول بمنزل واترك مصاحبه الذميم الفدفد
ودع التشبث بالغرام وأهله ودع التغزل في القيان الخرد
ودع التوغل في الهوي فطريقه صعب السلوك وشوكه لم يخضد
فالكل حمق لا يري بسبيله إلا غبي بالهدي لم يعضدد
واجنح فديتك للعلوم فإنها تهدي الفتي وتنور القلب الصدي
وهي السبيل إلي النجاه وإنها نهج الرضا للمقتدي والمهتدي
كم من جهول ذي غبي في مهنه وحقاره بين الوري كالفرصد
إن عاش لم يسمع له ذكر ولم يرفع له أن صار بين الألحد
لم يكترث احد به أبدا ولم يعبأ به من جهله كالفرقد
والعالمون ذوو النهي في رفعه لا يهتدي إلا بهم كالفرقد
قد عظموا دنيا وأخري إذ غدوا في أعين الأنام مثل الإثمد
شاد المهيمن في الجنان منازلا لهم فما فازوا به لم يجحد
من يستلم حجر العلوم وكعبه الت حقيق للمجد المؤمل يرشد
فالعلم عز للرجال ورفعه لجنابهم وطريقه للسؤدد
لاسيما الفقه الشريف فإنه نور توقد من شريعه أحمد
شد الرحال لنيله واطلبه في كل البلاد وكل قفر فرقد
واركب مطايا الحزم في تحصيله واقن التوضع طول عمرك تصعد
ولتلزم الإنصاف فيه ولا ترم سبل الجدال فذاك شأن العسجد
واصرم حبال العمر في تحقيقه أبدا وحاذر يا أخي ان تكمد
فإذا سلكت سبيله وحفظته تحظي بعز في الأنام مؤبد
فاصرخ به في كل درس واقتطف أزهاره تك بالعنايه ترتد
واجعله شغلا شاغلا واسلك به سبيل الرشاد تكن أجل مسود
وارقص به في كل حين واعتضد برجاله تنجو غدا في الموعد
فهم النجوم بنورهم لاح الهدي وهم الاهله في سماء الأسعد
من كان ذا حب لهم بين الوري فبهديهم يوم القيامه يهتدي
وذا أردت بلا عني تحصيله وأردت طول الدهر نيل المقصد
فعليك بالإفصاح والتصريح إن شئت إلي الوصول المقام الأسعد
تأليف شيخ شيوخنا بحر الندي جسوس ذي القدر العلي محمد
الفاضل البر الزكي المرتضي الكامل الصدر الذكي الأمجد
القائم الصوفي خير محدث بحر العلوم أجل حبر مسند
مصباح مغربنا الذي أثاره ما ان يحيط بها فصيح اللسان المزود
من بحره عرف الرجال ... أفكارهم من سوره المتوقد
أعظم به من منصف ومصنف سالي النجاده خير بر أصعد
ومصنف جم المعالي قد غدا لديانه الرحمان أفضل مهتد
ولشرعه المختار خير حمايه ووقايه من كل باغ معتد
في غايه التهذيب والتقييم قد وافي وللطلاب أوفر منجد
تقريره يسبي العقول بحسنه ولذهن ذي اللب ...
ما أن يضاهي ما حواه مصنف إذ صار سامي القدر أسني مرشد
وغدا لأشتات الفضائل جامعا والتف بالأزهار كالروض الندي
وبه علوم الأقدمين تحققت وهو الخصم الغمر فاسلا وأساد
وبه من النكث البديعه جمله في كتب جم قد مضوا لم تعهد
كم من قائد قد حوي وفرائدا كجواهر منظومه في مسجد
قد لاح من بكر صقيل ثاقب وقريحه بالسر ذات توقد
متع لحظيك في رياض جماله وارفع عقيده ذي شجون وانشد
أعط الالاه يمين صدق انه ركن الهدي وهدايه المسترشد
والله يعلم ان ذا حق وهل يخفي علي الأنام جرم الصنحيد
فاشدد يديك عليه تحظ بالعلي وإلي مقامات المجاده تصعد
وأجل جوادك في ميدانه يلقي إليك عويصه بالمقود
وادع الأنام لما حوي من أنعم عظمي ولاتسمع مقال الحسد
هذا وإني أقوم بحقه أبدا ولو أصبحت حلق تمدد
وصل الإلاه مؤلفه وعمه بسحائب النعما بحرمه أحمد
ولناظم الأبيات نجل سكيرج لحدي بمنبر في بقيع الغرقد
وحبا الجميع بفضله رب العلي وغدا لمنزلهم جل موطد
ثم الصلاه علي النبي محمد سر الوجود وبدر أفق الأسعد
والأل والأصحاب ماقال امرؤ ياصاح إن شئت التنعم في غد