من ديوان
ديوان محمد بن الحاج أحمد الأفراني السوسي ( 1289 - 1346 هى/ 1872 – 1927)
للشاعر
بديعي
ليهنك يا من ينتقي العز ملبسا ومن فرع دوح المجد قد طاب مغرسا
ومن ان جري ذكر المكارم في الوري تنوع في احرازها وتجنسا
ومن لم تزل قدما معاليه غضه وأغصانها ريانه منه ميسا
تذل له الشم العرانين خضعا وتعنو له من هيبه منه نكسا
ربيب العلا طيب الحلا سيدي البشير من دونه في الفضل كل تقاعسا
وليد بدا في غره الشهر غره فأصبح وادينا به متقدسا
سيصفو به عيش أظلك مقبلا بخير وتلقي وجهه متأنسا
ويرضيك منه ما يزيد علي الرضا ويستبعد ابن العبد والمتلمسا
وإني أعيذ فضله وكماله وعرضه بإسم الحفظ ان يتدنسا
إلي أن يكون بين أبناء جنسه وان فضلوا أبهي وأنهي وأرأسا
ومورد فضل بالعلوم مفجرا وعينا معينا بالندي مبتهجا
بعد أهداء أعطر سلام, لاعتب معه ولا ملام, لحضره السيد المهنا يليه إلتماس صالح الادعيه, من حضره ناديك خير الانديه, والاعتذار إليك مما اقتضاه حادث هذه السنه مما يؤكد اللفه من تزوار الاحبه فإن للأمور محامل حسنه
لاتنكرن عدم الزياره سيدي فمحبتي طبع بغير تردد
فأجابه عن المهنأ الأديب الطاهر بن محمد بقوله:
أتت كسنا ضوء الصباح تنفسا وقد كان ليل الهم عندي معسعسا
قصيده جلت كل الهموم وأحرزت من الحسن والاحسان ماقد تجنسا
سلاسه لفظ كالزلال ورقه كما زار محبوب بليل فأنسا
فلله فكر منك قد غاص لجه المعاني فأبدي جوهر أكان أنفسا
بعثت بها سحرا حلالا فروحت وأحييت برياها قلوبا وأنفسا
خدمت بها حبا مقام أخيك لا عدتك المني يا خير من طاب مغرسا
فمنا سلام مثل ما هبت الصبا علي قلب محزون فاذهب السي
علي قدرك العالي ومنزلك الذي علي العز والمجد الأثيل تأسسا
وعليك أيها الأخ المحمود الخصال, المشكور الفعال, أفضل ما منك إلينا, هذا وقد وافي موافاه النسيم هب صباحا, ما أحيا القلوب انشراحا, فدونك ما تيسر علي قدر الفكر وكلالته, وان كانت دون نظمك وجلالته, وأما ما ذكرت من الاعتذار فالعذر مقبول علي كل حال, وانت في المجد حميد الخصال.
|