من ديوان
ديوان محمد بن الحاج أحمد الأفراني السوسي ( 1289 - 1346 هى/ 1872 – 1927)
للشاعر
بديعي
نوافح المسك اذا فتحت فاراتها في بيت عطار
أم روضه دبت إليها الصبا تخلس منها نفح أسحار
أم ذكريات طيب خلقه جمع من أريج أزهار
نذكره فننشق العطر من أرداننا من بين أزراره
انه كتاب ولد تربي برسل علمكم النفاع, لايري غير قبلتكم في صلواته فيستقبلكم بقلب خشاع, فبنوركم يهتدي ان كان في الرباع, ويعشو إليه في أسفاره كنار يقلها اليفاع أويتموه فأوي الي كنف القعقاع, وأجزلتم له فطال له بجزيلكم الباع, فرأيكم لديه هو المطاع, ورد القلب عن هواه الذي خامره غير مستطاع فانه هو المملي كل ما يفيض به اللسان واليراع.
أما بعد, فقد وصلنا (تانكرت) فرأينا الاهل, ولكن ارتطمنا ثانيا في الجهل فأين ذلك العلم الممتنع السهل, الذي كنا فيه قبل , وننتجع منه مساقط الوبل, فقد ارتحلنا عنكم غير راضين, غير أننا كنا لايدي الدهر المنغص مسلسلين, وفي تصريفه ماضين, فانتشبنا بين أشغال شاغله, وهموم واغله, فكأننا لم نكن قبل اليوم في حضره بين هاتيك المعارف النضره, والافهام المستحضره, فكأن القدر غيظ مما نحن فيه, فغيض عنا ذلك الموج بطواميه
غيظ العدا من تساقينا الهوي فدعوا بأن نغص فقال الدهر أمينا
ثم انني أنهي الي شيخي الذي به ريشت أجنحتي, ووفرت قادمتي وخافيتي, ان الاحوال فيما وراء ما في الفؤاد, من ألم البعاد, علي خير كثير وثير, وقد وجدت الاهل من العيش الرخي علي فراش وثير وخصوصا منذ عرفوا أنني نزيل بني المهلب وانني حاله غيبتي عنهم في أمن من الدهر وان ألب
تسترت من دهري بظل جنابه فعيني تري دهري وليس يراني
وقد صادفنا هنا مطرا غزيرا, وخصبا عميما كثيرا, فقد ازينت الارض وماست في غلائلها, وتوشحت بأوشحه الزهور وتكللت بأكاليلها, فلا تسل عما يخامر القلوب من النعمه التي وكفت من مكسو غير مسلوب, وهذا مصداق ما كان شيخنا انشدناه يوما
إن هذا الربيع شيء عجيب تضحك الارض من بكاء السماء
ذهب حيثما ذهبنا ودر حيث درنا وفضه في فضاء
وقد أخبرت سيدي بهذا, لأنني رأيته يبتهج بعموم الخير, وهطول القطر, لينتعش الانام, ويعيشوا في بلهنيه عيش في السلام.
واسلم علي الاولاد الافذاذ, ومن له بذلك المعقل الملاذ, طالبا لنفسي قسطي من الدعا, فمن تخلف عن الحج بعذر, فكأنه لبي وطاف وسعي والسلام علي الشيخ أولا وأخرا.
|