من ديوان
ديوان أبو العباس أحمد بن محمد بن الونان الملوكي التواتي الفاسي۔ ولد بفاس وتوفي عام 1187هى
للشاعر
بديعي
بحر العوارف , وعنصر المجد التالد والطارف, وينبوع العلم النافع, ومطلع أنوار الهدايه الساطع, مجمع الخصال الإنسانيه, ومهب المواهب الإحسانيه, نعمه الله تعالي علي الجيل, وقدوه أهل العلم والتحصيل, نجم الهدايه والرشاد, وكعبه القصاد والوراد, خديم رسول الله صلي الله عليه وسلم وأله, ومحبه المقتدي به في أقواله وأفعاله, سليل أيمه الدين والهدي, وقدوه أهل السلوك والاقتدا, ومن إذا عد الأخيار وجب به الابتدا, سيدنا وسندنا, وقدوتنا وعمدتنا, الذي فاق أسره ورهطا, أبا المحاسن والمكارم سيدنا ومولانا المعطي, لازال قاصدك بكل خير يتحف ويعطي, ولا أخذنا الله تعالي إن ضيعنا من حقوقكم واجبا أو شرطا, وسلام علي سيادتكم الكامله, ومجادتكم الفاضله, ما خط قلم في قرطاس خطا, وما دام مدحكم للأذان شنفا وقرطا.
وبعد تقبيل يديك الكريمتين, وتمريغ الخد عليهما مرتين, فإني ممن له فيك حب شديد, وشوق مبرح يتوالي ويزيد, ويتضاعف لرؤيه وجهك السعيد, وكذلك محبك وخديمك وصهرك سيدي محمد الكانوني, وها أنا وهو شاكيان إليك ما أهمنا من غفله القلب, وسوء الكسب, والكسل والتفريط في طاعه الرب, وقد تشفعنا إليك ب (ذخيره المحتاج), وبمحبتك في الصلاه علي صاحب اللواء والتاج, أت تجود علينا بالشفاء والعلاج, وما ذاك إلا دعوه صالحه نرك بها ما لنا من حاج, ونوفق بها إلي طريق الحق الواضح المنهاج, ونرغب إلي سيدنا أن يجبر خاطرنا, ويؤنس ناظرنا, بكتاب بخط يده للدعاء الصالح, الذي هو المعنم المبارك والمتجر الرابح, وإن الكاتب لمقامك هذه السطور, المنشيء للمنظوم منها والمنثور, طامع في حصول العفو من الله ببركتك والغفران, وذهاب وسوسه الباطن ونزغات الشيطان, فإن القلب أشرف المواطن, وقد خفت علي خباله من وساوس تمازجه في الباطن, فادع الله سيدي أن ينقدني من مكرهه وخباله, ويحرسني من كيده ووباله.
وكتب عبيد ربه أحمد بن محمد الونان, عامله الله بالعفو والغفران.
مستعطفا لكم بهذه الأبيات, علي ما سمحت به القريحه في هذه الأوقات, وهي:
سطعت لكم في غربنا أنوار فالليل أجمع من سناك نهار
وحديث فضلك مستفيض في الوري وبه غدت تتحدث السمار
ومديحكم قد لذ في أفواهنا فكأنه الشهد الذي يشتار
يا سيدي المعطي الذي أسلافه لا ريب فيهم أنهم أخيار
ولهم مدي الأزمان سر ظاهر ومناقب ما إن لها إنكار
لمحمد الكانون فيك محبه وتشوق إذ عز منك مزار
فبحق حبك في النبي وأله وبذاك عندك تدرك الأوطار
جد لي بدعوتك التي لكم تختارها فالخير أجمع في الذي تختار
لا تنسني إني لكم صهر ولا تنسي لدي أمثالك الأصهار
ويريد منشئها لكم عن إذن من حملت رسالته لك الزوار
دفعا لوسواس بباطنه ولا تعدو علي الأعضاء منه النار
هذي شكايه عاجز عن عذره ولأنتم الأعوان والأنصار
وإذا طردت ولي بكم متعلق فعلي علاكم لا علي العار
وعليك ألف تحيه مسكيه ما غردت في روضها الأطيار
|