من ديوان
ديوان محمد بن العربي بن إبراهيم الأدوزي ( 1249 - 1323 هى) ( 1833 - 1905 م)
للشاعر
بديعي
وبعد فقد استجازني أحب الاعزه علي وأكرمهم لدي ذو الاخلاق الجميله والشمائل المجيده واللين الاعطاف والسهل الاكناف الفقيه الخير سيدي محمد بن عمرو من (كردوس) لازال فوق أقرانه مثل الأسوس ظنا منه أمده الله أني أهل لذلك ولم يدر أنه ينفخ في غير ضرم ويستسمن ذا ورم الا أنه لحسن طويته وجميل طيته أسعفناه وبما أراده منا أسديناه وأوليناه , رجاء جميل دعائه, وكريم اسدائه وثنائه فأقول أجزناه إجازه علي شرطها المعتبر, عند أهل الحديث والأثر في كل ما سمعه منا, أو رواه عنا, مما أتانا الله من الأصلين الكتب والسنه وتفاسيرهما المدونه, وما يحتاج إليه في فهمهما من نحو ولغه وبيان. وغيرهما من الفنون المقرره, والدواوين المتعاطاه المتلوه, فليحدث بكل ماسمعه وداره. بعد التثبت والتبصر والتحقيق, وليتخذ جنه لاأدري إذا شك أو لم يدر , فإنها نعمت الوقايه, والجنه الباقيه, فإذا انغلق عليه أمر أو عزب عنه ذكر, فليستعن علي نفسه بالاقرار بالمسكنه والضعف والجهاله لرب البريه, فإنه العليم الخبير , الجابر للمهيض الكسير, والتقوي والمثابره علي قرع بابه تعالي. وان لايمل فإنه الفاتح للفرج , والمزيح للضيق والحرج, وأوصيه أن يقصد بعلمه وجه الله, ولا يشوب ذلك منه مطمع سواه, وأن ينفع به عباده كنفعه به أباءه وأولاده, فإن العلم لذلك يقرؤ وعليه يتلي (لأن يهدي الله بك رجلا خير من الدنيا وما فيها) وهو وظيفه ما أربحها, وصناعه ما أكرمها, جعلها الله ممن علم, وعمل بمعلوماته, وصرف عنايته لمرضاته وتقرباته, ويعرفنا حق أنفسنا. ويمدنا بعونه علي عجزنا وضعفنا, فأنا عبيده وان تجافينا, وارقاؤه وان اقترفنا, ونحن نبوء له بالعجز, ونستمد منه جميل الفوز, وكتبه في أوائل جمادي الثانيه عام 1291 الضعيف محمد بن العربي الادوزي لطف الله به.
|