من ديوان
ديوان محمد بن أحمد الإيكراري السوسي ( 1279 - 1358 هى) ( 1862 - 1939 م)
للشاعر
بديعي
إني استجزت شيخنا المرتضي من كل ما يرويه عمن مضي
من كل مقر حديثا وما له التشبث بفصل القضا
والنحو والتوقيت أو غيرها لازلت سيفا في العدا منتضي
وعمم القول وبين لنا سلسله تزري بزهر الفضا
حمدا لمن بغرر محامده تتجمل جباه المبادي, وبدرر ممادحه تتحلي نحور المطالع في صدور النوادي, والصلاه والسلام علي سيدنا محمد الهادي وعلي أله الحاضر منهم والبادي.
وبعد: فإن أكمل الكمال في الأقوال والافعال التحلي بحقائق العلوم, والتحقق بفرائد المعارف والفهوم, فلذلك أرسلت جياد الجد والاجتهاد في تحصيل عجائبها وامتطي غارب الاغتراب في تأثيل غرائبها فكان ممن سقي برحيق سر غصنها الرطيب, ووشي ببديع طرازها القشيب, واسطه قلاده الاذكياء, ونتيجه دوحه أسلافه الاسرياء, العلامه الالمعي والفهامه اللوذعي, أبو عبد الله سيدي محمد بن عثمان بن أحمد الايكراري, وقد رام مني دام أنسه, وزكا غرسه أمرا خفيت رموزه من قضاياه واستترت كنوزه من خباياه, وهو أن أجيز له ما صحت لي روايته, وتأيدت بسنده المتين درايته فأحجمت عن هذا المطلب العزيز واستعظمت أن أجاز فضلا عن أن أجيز فأبي إلا إسعافه في مسألته, والاجابه الي تحصيل قضيته فأسعفته إسعاف المكره لا البطل واعلمت أقلامي في الاعراب لو كان لها عمل , فقلت مستعينا بالله, وعليه التكلان, بعد أعوذ بالله من الشيطان:
بعد حمد الاله حمدا كثيرا وثنائي مكبرا تكبيرا
غنني قائل لمن رام مني راغبا يأخذ الروايه عني
قد أجزت به لأي فقيه عالم عامل بلا تمويه
فاشهدوا كل من بمجلس درسي أنني قد أجزت من غير لبس
للتقي النقي نجل كريم سيد نابه عليم حليم
نجل عثمان نجل أحمد يسمي بمحمد للأماجد ينمي
بالمقر (إكرار) في وسط سوس منبع للعلوم والتدريس
ثم أقول وعلي الله الاعتماد, ومن فيض كرمه الاستمداد, قد أجزت العلامه المذكور جميع ما تجوز لي وعني روايته, من مقروء ومسموع, ومجاز وفروع وأصول إجازه تامه مطلقه, عامه بشرطها المألوف, وسننها المعروف بين أرباب الفن وقد أخذت عن أعلام شيوخ وجهابذه تمكن ورسوخ, منهم الامام الشهير والصدر الكبير خاتمه الحفاظ الاعلام وواسطه قلاده أئمه الاسلام سيدي محمد بن العربي الادوزي وحفيده أبو فارس سيدي عبد العزيز بن محمد المرابطي الادوزي, فهما العمده في الاملاء وسرهما معي في كل الاناء رحمهما اللع تعالي, وأفاض علينا من بركتهما في أخرين, كسيدي مسعود الطالبي, وسيدي محمد الهرواشي, وسيدي ابراهيم أبي الجمال وخالي سيدي أحمد بن ابراهيم وسيدي البشير التادارتي...
كتبه في ليله الثامن من شوال عام 1301 ه محمد بن أحمد ابن محمد بن محمد الايكراري.
|