من ديوان
ديوان عبدالسلام بن محمد المحب العلوي ( 1302 - 1331 هى) ( 1884 - 1912 م)
للشاعر
بديعي
وقال مقرظا تأليف العلامه الجليل صاحب التأليف العديده, والمقيدات المفيده, حامل لواء الإفتاء والمرجوع إليه في النوازل بالديار الفاسيه, مفيدنا ومخلص ودنا أبي عيسي المهدي الوزاني, في الرد علي ابن المهنا القسمطيني:
سلا هل علي ضوء النهار دليل وهل لإبن مهنا في الضلال مثيل
وهل مثله من أنكر الشمس من عمي وقد كر منها بكره وأصيل
ولاعجب أن ينكر الشم ضله ويرتد منه الطرف وهو كليل
فلن ينظرن شمس الظهيره أرمد ولن يقذف الماء الزلال عليل
يجادلنا في الطاهرين ومن زكت فروع علاء منهم وأصول
وقد جادل الجهال في الله قبله وكذب في الدعوي إليه رسول
ومن جاهدوا في الله حق جهاده وقاموا بعبء الدين وهو ثقيل
أتنقم من إدريس أن كان طالبا حقوقا بهم الشهم الحسين قتيل
وقد كان في قتل الحسين وأهله لظلم وعن نهج الهدي لنكول
وللأرض منه والسماء لعبره وللخلق فيه رنه وعويل
فإن له والله فيه لأسوه ومنحي لعمري واضح وسبيل
فكيف تري في الأرض إدريس باغيا وقد بايعته عامر وسلول
وكيف نري إدريس للحق نابذا وقد بان عنه إذخر وجليل
ولن يرتضي العباس لو كان باقيا فعال بنيه فيهم وعقيل
فمذ قتلوا إدريس قلت عروشهم وصار وذاك الرعي وهو وبيل
وعاد علي ابن خالد شؤم قومه وأمسي عزيز القوم وهو ذليل
أعد نظرا فيما احتججت فإننا عليك به حقا عليك نصول
كحاطب ليل ليس يدري بما أتي وحاطبه عشواء وهي حمول
وباحثه بالظلف عن حتف نفسها فخرت وشيكا والنجيع يسيل
أتنسبإدريسا إلي غير عيصه وتحسب أن الشبل ويك دخيل
ومن قال إن الشمس مطلعها الدجي تكذبه أبصارنا وعقول
ولم يتخذ إدريس عند مسيره سوي راشد مولاه فهو خليل
وإن خليقا بإسمه وصفاته وعن عهدهم والله ليس يحول
وهل تصحب الأساد غير شبيهها وهل يصطفي غير الفحول فحول
لك الويل ثم الويل منها مقاله بنفسك منها للبلاء حلول
فنشهد أن الله لارب غيره وأن ابن إدريس لطه سليل
ونشهد أن الممترين جميعهم يميل مع الجهال حيث نميل
دعا المغرب الأقصي بدعوه صادق فلبي دعاه وعره وسهول
وأمسي به الإسلام يعلو مناره وأصبح والإيمان فيه يجول
فطابت به منه البقاع وجددت رسوم عفت من أهله وطلول
كفي المغرب الأقصي بذلك مفخرا وفرع بني الزهراء فيه أثيل
كثيرون في أنحائه وشعوبه وهم في سواه نادرون قليل
فلم يخل من أسمائهم عود منبر ولم تخل منهم عصبه وقبيل
ولم يحتكم في نفسنا غير أمرهم فكل سميع أمرهم وفعول
فجورهم والله عدل ورحمه وصرصرهم عند الهبوب قبول
اتنكر فضل المغرب الأقصي جاحدا بزوغ نجوم ما لهن أفول
تواترت الأخبار طرا بفضله وما كان في نقل الثقات فضول
ومنهم سيوف نحو نحرك شرع مواض قواض ما لهن فلول
ومنها بحور قد تفجر بعضها فأرداك منها وافر وطويل
وهل نحن إلا الصخر توهي بنطحه قرون وعول إن أتته وعول
ومن تاه في البيداء من غير مرشد فليس له غير الضلال قفول
ألم يكفك التاريخ بالحق شاهدا وعدلا رضيا ليس عنه عدول
لقد مر قرنا بعد قرن وفضلنا يزيد وجيل قد تقضي فجيل
أما سلفت فينا ملوك خضارم لفيلقها فوق السماك مقيل
تسير بهم للمكرمات سوابق فيخلف من بعد الرعيل رعيل
يخوضون في نيل العلا كل غمره فلا يعتريهم في العظيم ذهول
ويقتحمون الموت والموت أحمر وللبيض والسمر العوالي صليل
لهم كل يوم للوغي ورجالها نزال وللضيف الملم نزول
رعي الشادن السرحان من حسن عدلهم وعاد يسوق الكركدن لفيل
عطاؤهم قصد وعقلهم هدي وأخلاقهم مثل الزمان فصول
ذكاؤهم بالمبهمات موكل وحدسهم للمعضلات كفيل
أما سلفت فينا ربوع أواهل من العلم أعناب بها ونخيل
ثمار جناها دانيات قطوفها وظلهم للرائدين ظليل
صحائفهم للشاردات حبائل وأقلامهم عند الهياج نصول
انافوا علي الشعري العبور نباهه فصار لها بين النجوم خمول
فلو فاض في بحر المحيط مدادهم لما شربنا بعد الفرات ونيل
بهم مله الإسلام ألقت ثقالها فما ناء منهم بأزل وفيصل
وما غرهم بالله والدين زخرف ولا فتنتهم قينه وشمول
ولا نبذوا عهد الرسول وراءهم ولا جرفتهم عن حماه سيول
وفي المله السمحاء لم يتلونوا كما تفعل الحرباء فيه وغول
وفينا لعمر الله منهم بقيه بها طرف أعيان الفخار كحيل
بزاه لهم في العلم كل طريده لتهوي ولو أن الجناح بليل
شمائلهم لم يبد فيها تصنع وأوراقهم لم يعتورها ذبول
وقد تخلف الأزهار بعد ذهابها لطيبا وبعد النخل ينحو فتيل
ولا عيب فيهم غير أن جسومهم بها من هموم المشكلات نحول
وأنطقهم في فاحش القول ألكن وأفطنهم في المحدثات غفول
ضوالعهم يوم الرهان سوابق وأطفالهم عند اللقاء كهول
أصاغرهم عند المقال أكابر ونزرهم عند النوال جزيل
وقد كان في الإعراض عنك لغنيه فإن به وجه السكوت جميل
...
فدونكها كالشهد أما حجاجها فرجم وأما نظمها فحفيل
قواف لها يغدو الحطيئه صاغرا ويمسي جرير وهو منها ضئيل
تسير مسير الشمس في كل بلده فتخضر أكام بها وحقول
لها في جدال الخصم من كل مصنف لقاض ومن أهل النهي لوكيل
وناتجها مثل الدلاص مسرد وبرهانها مثل الحسام صقيل
بغايتها تجري الفحول جيادها وتضحي لأقداح السباق تجيل
ينم بها نشر الحجا عند نشرها فيمسي عليها الناشقين يحيل
وما روضه غناء باكرها الحيا وغني علي الأغصان منها هذيل
وراح لها قيل الربيع بجيشه فاضحي لديه للنسيم مثول
ومات بها الجعل الغبي لحينه فلم يك فيه من شذاها حصول
بأطيب منها نظره ونضاره إذا ما تنيط زهرها وتنيل
يطيب سليم الشم من شم طيبها وليس لمزكوم إليه وصول
يؤرخ مسكا فاح عند ختامها لسان مجيب سرمدا وسئول
|