من ديوان
ديوان محمد بن عبدالله الإلغي ( 1265 - 1303 هى) ( 1848 - 1885 م)
للشاعر
بديعي
أمد الله بالعلم اللذني ولد شيخنا المحفوف من الله بالرحمه والرضا, سيدي الطاهر, وأمتعنا وإياه فضلا منه سبحانه بصفاء الباطن واستقامه الظاهر, وجعلنا من الطائفه الظاهرين علي الحق حتي نكون لأسرار الكتاب والسنه عن أجلي المظاهر وسلام الله تعالي عليه يصحبه دائما حتي يكون إكمال الفضل من جمله المشاهر.
وبعد, فاعلم ياولدي أرشدك الله وسددك, وأعانك علي الاستقامه وبالصفاء أيدك, أن النهايات علي قدر البدايات, وحمد البدايه إنما هو بكمال الأدب مع الله تبارك وتعالي سرا وجهرا بامتثال أمره واجتناب نهيه, ومع رسول الله صلي الله عليه وسلم باتباع سنته وخدمه ملته, وكمال التواضع لسائر أمته, بحيث يري العبد سائر المسلمين أشقاءه من هذا الأب الديني صلي الله عليه وسلم ويقصد بذلك إقرار عين النبي صلي الله عليه وسلم, وطاعه من هم من خير عبيده سبحانه, ولاسيما الإخوان المذاكرين الذين ينتفع المرء بمجالستهم ويزداد علما بمدارستهم, فحقهم أكد وأكد, وقد كنت أحببت القيام علي هذه القدم لسائر الإخوان, وأدعوا الله لهم بذلك في كل وقت وأوان ولكن كمال بنوتي لوالدك ادرجه الله في مدارج العرفان, وجعله في عالم البرزخ مغبوطا لكل فان, يظهر لي اني قصرت في حقك, ويستقل لي ما ادخرت من طيب العلوم في حقك, فتفكرت في وجه يتحقق به كمالك , وتحصل عما قريب ان شاء الله أمالك, فرأيت السبيل الي ذلك هو كمال الأدب والجد في الطلب فهما شاهدان عدلان علي استحقاق المدعي, مايمد إليه يده ويدعي, ولذلك أوجبت عليك القيام بها أزيد من غيرك, غير ملتفت الي سير غيرك في سيرك, وإذا علمت –أصلحك الله من أنا ومن أنت- تستقل كل ماجدت به بعد واجب الأدب ومننت, وإذا جدك الصديق رضي الله عنه إنما فاق سائر المسلمين بالصدق الذي وقر في صدره, من تعظيم النبي صلي الله عليه وسلم وقدره حق قدره, تبلج لك صباح الفلاح, وتيسر لك في هذا الأمر اعمال المفتاح, فتح الله منا ومنك البصائر وطهر بفضله العميم الظواهر والسرائر وهو حسبي ونعم الوكيل ولاقوه إلا بالله العلي العظيم, والسلام عليكم.
|