ومن ذلك ماكتبه إليهم أيضا وقد عزم علي السفر الي الحمراء ولعل ذلك في سفرته الأخيره:

من محمد بن عبد الله بن صالح, السلام والرحمه والبركه علي جميع الإخوان المذاكرين معنا وجميع من تعلق بنا, وقصد الإنخراط بسمطنا وعلي وبعد, فان الله تبارك وتعالي قد شرع الاستخلاف لمصلحه الإئتلاف وجعل انتظام الأمر مقصورا علي الاتحاد, ووعد علي الاجتماع وأوعد علي الإتحاد فقال: ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
ولذلك استخلفنا عليكم أخانا عليا, سدده الله فيما كان له وليا, فاتخذوه أبا, وتوقيره ديدنا وأدبا وأوصيه بجميع الإخوان أن يحلم عن جافيهم ويشكر سعي وافيهم, وينصح جهده ويوطيء لجميعهم مهده, وأن لايميز بينهم إلا بمقتضاه وأن يرضي لجميعهم مايحبه لنفسه ويرضاه, وأوصي الجميع الأمير والمأمور, أن يلاحظوا الله تبارك وتعالي في جميع الأمور, وأن يعلموا أن أعظم الصدقه في عصرنا هو الصبر والكظم, وأحق به الأقارب بالدم والعظم, ثم بالمجاورين والمحاورين, مع مراعاه خدمه الله تعالي في ذلك كله, واعلموا قطعا أن حقيقه العلم هو العمل بالمعلوم, ومن تعلم ولم يعمل فهو مذموم ملوم وأنا استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه, وأبضع تعليمكم في سفر الأرجاء الي النبي صلي الله عليه وسلم فانه لاتكسد بضائعه, ولما حان اعمال ذي الظفر والحافر, أنشأت لكم مودعا في بحر الوافر

أودع جمعكم ونظام أمر
...