من ديوان
ديوان أحمد بن قاسم جسوس الرباطي ( 1268 - 1331 هى) ( 1851 - 1912 م)
للشاعر
بديعي
أما بعد, فعزاء أيها السادات القادات في المصاب الذي قصم الظهر وأظلم أيام الدهر وفتت الأكباد وكاد يبيد العباد.
أسفا علي ذاك الجمال تقلصت أفياؤه وعهدن خير رواق
أسفا علي ثبير الخصوصيه والولايه ورضوي السؤدد والعنايه, أسفا علي ركن المجد, أسفا علي كعبه التقي والجد, أسفا علي الأسد الورد في الصدر والورد, أسفا علي بقيه صالح السلف, أسفا علي سيد الخلف, اسفا علي يتيمه الدهر في السر والجهر, أسفا علي روض المعارف وذبوله, أسفا علي تصويح ربيع العوارف ومحوله, لقد تنكرت حتي الشهب لفراقه, وأغمد الصبح نور إشراقه, ومزقت الريح صدارا, وصارت الأهله لاتعرف أبدارا, ولبست الأيام قميصه الحزن, وبكته الخضراء بأدمع المزن, وانفصم من الثريا سوارها وانكسفت من الشمس أنوارها.
والشمس في كبد السماء مريضه والأرض واجفه تكاد تمور
فيا دافنيه كيف سويتم عليه الرغام, أو لم تنكروا علي الشمس أن تغام, هيهات لقد سمحتم بإقبار من طبق الدنيا بطيب الأخبار, وإلحاد من لا نزاع في فضله ولا إلحاد, ويا ضريحه كيف وجدت ريحه, لو علمت من بين جنبيك راقد لعلوات علي السهي والفراقد, ويا حامليه كيف حملتم الطود الأعظم وجعلتم علي الكواهل البحر الغطمطم.
إن تحملوه علي الكواهل طالما قد كان محمولا علي الأحداق
ذهب إلي ما وعده به ربه من البشري وغادر القلوب في أيدي الأحزان أسري.
عجبت وقد ودعته كيف لم أمت وكيف انثنت بعد الوداع يدي معي
فيا مقلتي العبري عليه اسكبي دما وياكبدب الحري عليه تقطعي
إنا لله وإنا إليه راجعون, وبما قضاه الله سبحانه راضون, كل شيء هالك إلا وجهه, له الحكم وإليه ترجعون.
اللهم إنا نسالك لنا ولأحبائنا وإخواننا طمانينه نهدأ بها من هذا الورع العظيم علي النفوس, وسكينه لاتغادر في قلوبنا مثقال ذره من البوس, اللهم وأعل درجات فقيدنا السيد الإمام, واجزه عنا أفضل ما جازيت به خاصه الخاصه من أوليائك سادات الأنام, ولاتجعل يا مولانا بين أرواحنا وروحه فصلا, واجعلنا إلهنا ممن حاز في مضمار محبته خصلا, بجاه غمام المتقين وقدوه العالمين وسيد الأنبياء والمرسلين سيدنا ومولانا أبي القاسم محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وشرف وكرم, ومجد وعظم.
|