لئن ألمت بهذا العبد كربته
وأرقته لما يلقاه غربته
فأنت مأوي الغريب أنت أسرته
يا سيدا جعلت في الأرض تربته
مع أن رتبته من أعظم الرتب
أوفي الخلائق أنت أنت أجودهم
وأنت أنت لدي الإله أحمدهم
فمن بقربك فاز فهو أسعدهم
ليأمن الناس إذ فيهم محمدهم
من كل كسف ومكروه من النوب
قد أفصح الذكر تحقيقا بمأمنهم
وذاك كون الرسول بين أظهرهم
فهو المرجي لديهم عند نكبتهم
وإن أصابهم مكر ألم بهم
لاذوا به فنجوا من سائر الكرب
يا فوز من صار قصده له شغلا
حتي توطن في جواره نزلا
هناك لا يشتكي جورا ولا عدلا
أكرم بتربته بين الأنام علا
لأنها جمعت أعضاء خير نبي
تاج العوالم بل مصباح نورهم
أمن الخلائق بل حياه كونهم
قطب النبيين بل يعسوب سرهم
محمد سيد السادات كلهم
الطيب الطاهر الأعراق والنسب
من قد سما للعلا فوق كل سما
فنال من ربه الأسرار والحكما
فأي قدر يضاهي قدره عظما
روحي الفداء لقبر حل فيه وما
مقدار روحي فتفدي أشرف الرتب
إني إذا نابني خطب له ضرعت
أولو النهي وقواهم له انصدعت
ناديت فانجلت الأحزان وانقشعت
يا أكرم الخلق مسكين قد انقطعت
أسبابه من سوي علياك فاستجب
لولاك ما كانت الأسرار ساريه
ولا سقي الغيث أرجاء وأنديه
ولا استجاب لنا الإله أدعيه
يا أعظم الخلق عند الله منزله
يا ابن الكرام العظام الساده النجب
كم فاز ذو أمل بنجح مطلبه
كنت المؤمل في حصول مرغبه
وكم غبي أغثته ومنتبه
بك استجرنا فنعم المستجار به
وحق ربي من استعطاك لم يخب
ولم تزل كرما للحق ترشدنا
وفي الشدائد والكروب تنجدنا
وإن سألناك بالمطلوب تسعدنا
فأنت ذو الجود والإكرام سيدنا
وأنت أنت ملاذ العجم والعرب
يا خير هاد دعا فأوضح السبلا
وخير من قام للإله مبتهلا
ومن به كل حسن في الوري كملا
مني عليك الصلاه والسلام علي
مر الليالي مع الأيام والحقب