وقد حضرني منظر اشبيليه واسوداد جبل الشرف لتكاثف أشجاره وإشرافه عليها كأنه يرصدها والوادي الحائل بينهما المتردد بباب اشبيليه حيث يطلع وحين يرجع البحر فهو لذلك كالواله الحيران فصار كأنه أخد اشبيليه فتأسف الشرف واسود غيظا, فقلت أبياتا علي لسان الوادي:
لي افتخار ومجد وبلوغ منا فقت كل يمان صارم مرهن
عروس أندلس رقب إلي عاشق متيم هايم ببابها دنف
قد حزت بالوصل منها بهجه ولقد أسود من غيظه تبت يد الشرف