كلفت بمدح الحسن أول نشأتي وخضت بحار الحب في كل لحظه
وهمت به وجدا وشوقا ولوعه ففاهت ببعض نعمته بنت فكرتي
أبيت بليلي ضارعا متأسفا واصبح في شوق وشديد وحرقه
وأبهت طورا في معاني صفاته واحكي أسي قطر السماء بعبرتي
اذا قلت للنفس الشجيه هوني تزايد مابي واستمرت محبتي
فقال رجال الحي قد جنه الهوي ومابي ماظنوه من مس جنه
ولاكنهم ضلوا وزلوا ومادروا ولاشهدوا ماذقت من خمر نشوتي
كتمت هواي مذ عشقت ومابدا لغيري حتي شاهد الخلق صبوتي
وعندي شهود لاتسام بريه نحوك وفكري والتهابي وزفرتي
وعودني حبي مواصله ولم يزل يغشي ربعي زوره بعد زوره
ولما ثني عني حبيبي عنانه وهمت وهمت في ميادين سكرتي
وجبت فيافي الشوق منقطع الحشاه وجلت بفكري في انقطاعي ونكبتي
فياليت شعري هل الي الحب عوده وياليت شعري هل يمن بمنيتي
وأقسم بالسيد المصون وماحوي ولاريب عندي في برور اليتي
لئن لم تعد ايام وصله عطفه ولم تره عيني لقلت بشقوتي
ولو غاب عن عيني وقد حال بيننا ربي ووهاد فالفؤاد بطيبه
لدي خير من جلت وتمت صفاته وخير بشير مرسل للبريه
وخير وليد بشرت بعلائه سراه واملاك لدي كل وجهه
فلا زال في الأصلاب ينقل نوره بصلب اب قرم الي خير زوجه
الي ان بدا نور السعاده والهنا بجوهره عصما فجاءت برحمه
فما وجدت ثقلا بما غير انها تراكمت البشري لها كل ليله
اتاها خليل الله في حاله الكري وبشرها جهرا بخير عطيه
ونادت بيالاملاك شرقا ومغربا وماجت به الأفلاك والنجم جالت
وخر حبيب الله لله ساجدا كمبتهل لله عند الولاده
وجاءته املاك الإلاه بحله وطافت به كيما تفوز ببغيه
ولاح لدي ميلاده علم الهدي ونادي منادي الحق في كل بلده
فلباه قوم للهدايه يسروا فانجاهم من كل هول ومحنه
أبي ثدي جل المرضعات لحكمه ورام حلم الخلق ثدي حليمه
فأبت بخير لم يؤب به أيب وزال عناها وانتفت كل عله
وعادت الي أوطانها بغنيمه وخير كبير بعد محل وشده
نعم عاده الباربي جرت بخوارق عظام فيبيدها بمخض اراده
فكم عاجز يسموا الي رتب العلي ومجتهد يثوي زوايا مهانه
وشق علي قلب الحبيب حبيبه واخرج حظ الغير منه لحكمه
والهمه المولي العباده والتقي وجنبه سبحانه كل زله
ويسره للخير والبر والهدي فصار لأمر الله يقفوا وسنه
وخصصه باريه من بين خلقه بعلم وحلم واحتمال ونجده
ولما بدا نور العنايه في الوري ولاح لذي الإبصار عين الحقيقه
تبدا سناء النور للروم فاهتدي صهيب الي مشكاه خير الخليقه
فهام به شوقا الي ذالك البها وبشره المختار فضلا بجنه
واخمد نار الفرس بعد ضرامها وهد مبانيها وباءت بزله
وغاضت من الأحرار لجه ساوه كما فاض بالأفراح وادي سماوه
فاصبح كسري الفرس منكسر الصلا كإيوانه اذ ماد خوف وقيعه
ونادي بلال بالحبيب مهللا فخصصه المولي بأرفع رتبه
واسلم سلمان ورام سلامه فبشراه البشري بأسني بشاره
وخرت له الأوثار تسجد تاره وتشهد اخري للرضي بالرساله
ولاتعجبن منها فقد شهدت له وحوش وأشجار بحضره عليه
وقد نبغ الماء النمير بكفه فاروي ظماء خاضوا بحر قطيعه
كما انشق بدر الأفق نصفين جهره وقد جاءنا فيها بأعظم أيه
وكلمه الموتي واحيا رميمها كما شهدت صبيانها بالنبوءه
شفار ريقه عيني علي بخيبر ورد لدي الهيجاء عين قتاده
وفي قصه العرجون اذ عاد صارما صقيلا يقد الهام اوصح حجه
محي نوره نور الشموس كما محي وزح ظلام الفكر بعد الضلاله
حفي غدا يحتال في حلل السني كما قد غدا يكسي مروط سماحه
فما زال سيدي الجزل حتي كأنه من المزن هتان جلي كل شده
فسل عنه صفوانا وكل مؤمل وأل حنين يوم حتف ومنه
اذا رمت ان تحصي فواضله فقد تيممت ان تحصي هواطل سحت
فكم له من أيات فخر وسؤدد تاهت عقول الخلق فيها وتاهت
طوي فزوي كل المحامد وانطوي له الكون حتي صار في طي قبضه
ينام الأنام والمهيمن ساهر يناجي ويتلوا أيه بعد أيه
تعرضت الدنيا له بعروضها فاعرض عنها واكتفي بمعيشه
وحوله والكون كان لأجله فكيف يري الدنيا بعين رعايه
وقد قام داعي الله يدعوا الي الهدي فلباه قوم خصصوا بالهدايه
وعاداه قوم للشقاوه يسيروا فجرعهم في الحرب كأس منيه
فيا سعد من أضحي ليله أحمد نصيرا كما اضحي بفضل وعزه
كفاه الاله الخلق كبير عدوه وكف يد العادي عليه بقدره
وقد قام يدعوا الخلق للحق وحده ولم يخش الا الله رب البريه
ومن يكن المولي العزيز ممده فلا ريب يعلوا امره في البسيطه
نبي سري ليلا الي حضره الرضي وشرفه رب العباد برؤيه
وقدمه الرسل الكرام فافهم وصار بهم يرقي بأجمل زينه
ولازال يسموا من سماء الي سما وجبريل يرضيه بابلغ خدمه
ولازال يدنوا رفرفا بعد رفرف وتدعوه املاك بأشرف دعوه
الي غايه لايدرك العقل كنهها فالهمه مولاه قول الحميه
وكلمه رب العباد مناديا عليك سلامي ياحبيبي ورحمتي
فرد نجي الله اوفي تحيه وعمم كي يحظي بأشرف رتبه
وناداه سل ماشئت ياخير مرسل تنل ماترجوه من كل نعمه
لئن كنت مختارا خليلا اخصه فأنت حبيبي من عبادي وخيرتي
ساعطيك مايرضيك ياخير شافع اذا ضجت الأملاك والأرض رجت
فمن نورك الأسني استعارت شموسها ضياء يكل الطرف اول نظره
فأنت مني عيسي ودعوه أدم وعصمه ابراهيم عند العظيمه
ولولاك ماشمس تلوح لناظر ولاسمعت اذن بنار وجنه
ولولاك ما كانت سماء ولا ثري ولولاك ماجاد السحاب بقطره
ولولاك ما كان الوجود بأسره ولولاك كانوا في انقطاع وحيرتي
منحتك يا تاج الوجود ونوره خزائن فضلي فانتخب كل تحفه
فلم يطع لحظ المصطفي بيد أنه دنا قائلا مولاي راحم غربتي
ويا مؤنسي في وحدتي عند وحشتي فلا ارتجي غير اوفيك كفايتي
نعم عاده السفار تحفه الهم فماهي يامولاي تحفه أمتي
فاتحفه ياربي العباد وحزبه بخمس بها سادوا علي كل مله
ولما رأي بدر السعاده أدم تجلي له نور وفاز بمنحه
وناداه بالتبجيل بعد سلامه ايا خير مبعوث بعفو وعفه
وحياه يحي اذ رأي جلاله واوما لعيسي حيه يابن خالتي
ويوسف اذ حياه بعد دعائه له بصلاح واعتلاء ورفعه
وقال له ادريس علم الهدي عليك سلام الله في كل لمحه
وهارون نادي بالرؤوف مرحبا وموسي دعاه يافؤادي ومقلتي
فلا زلت أرجوا الوصل والجمع بيننا لنيل مرادي مره بعد مره
وناداه ابراهيم يانخبه الوري عليك سلام الله ياخير عترتي
وردده موسي الي حضره الرضي لتخفيف احكام وتجديد رؤيه
ثوي ذروه المجد الصميم كما طوي وجاب بركب الرسل كل مسافه
فزادت به الأفلاك نورا وبهجه كما فازت الأملاك منه بنظره
سما فخرهم بالمجتبي وسموا به الي منتهي حيث الخفايا تجلت
وهاكذا من حاذي الكرام ورامهم يفوز بخير دائم ومسره
رأي من أيات ربه باهرا وراح بفضل لاينال بحيله
فاصبح سيف الله ينبيء قومه فصدقه الصديق من غير مريه
وتابعه صحب بدور اهله وكذبه من خاض في لج شقوه
واظهر رب العرش ما كتم العدا وصدقه مولاه في غير أيه
بقول قديم جل عن وصف حادث شريف مجيد قول رب البريه
فصيح صريح أعجز الخلق فهمه ويفصح عما في ضمير ونيه
وينبيء عن أتي القرون وغابوا وأحوال يوم الحشر والأرض مدت
فقرت به عين وشنف مسمعا وأحيا قلوبا في هوا الكفر دلت
فاعظم به من معجز سلب الحجا بإيجاز الفاظ وحسن بلاغه
وحيث اراد الله اظهار نوره واخماد نار الكفر اوحي بهجره
فصاحبه الصديق يقفوا سبيله لغار الوفا حيث الفضائل تمت
وعم ابا جهل وأصحابه عمي وظلوا حياري في خساره وحسره
الموا به لما الموا وقد ثوي وحام حمام والعناكب سدت
فهاموا وهموا بالرجوع لبكه لتجهيز من يوذيه بعد سراقه
فابوا وخابوا واستطابوا منيه وكيف وقد باءو بخسر وذله
وام امين الله طيبه أمنا للقيا كرام واعدوه بنصره
ويمم اصحاب الحبيب حبيبهم وصاروا في أمان ومنعه
ففازوا وحازوا الخير والفضل كله وحادوا عن الدنيا وجادوا المهجه
وخاضوا حياض الموت في حومه الوغي ونالوا رضي المولي بأعظم قربه
بها ليل شم منها صادمت العداه تسقهم الهيجاء سوم نعامه
فسل عنهم بدرا ويوم هوازن واشباهها تنبي ويوم قريظه
وفي الفتح أيات لمن كان عاقلا وفيه شقاء للقلوب السقيمه
فكم نهدت أسد الشري لمواطن تضعضعت الأطواد منها وهدت
وكم بردت اوباش قوم تمنعوا فلم تغن اطام ولاهام ذروه
وكم خلفت اشلاء قوم تحزبوا ممزعه نتني بها الطير حامت
وكم تركت ربعا لها وهو مقفر بباب واطلالا بها البوم ناحت
وصارت اسود الله تفترس العدا وتسبي ذراريها لدي كل وقعه
شاركن دين الله واستدازره بأفضل منصور وخير نصيه
فلم يبق بالغبراء زون لمارق ولا جاحد الاعلي شرط جزيه
غدت مله الإسلام وهي عزيزه كما ملل الكفار هانت وذلت
واذ جاء نصر الله والفتح بعده ووافت وفود الناس من غير دعوه
تيقن خير الخلق انه راحل الي الملا الأعلي لخير وراحه
أتاه امين الله صاحب سره بامر الاه جل عن كل وصمه
مخيره بين البقاء بهذه وبين حلول في ظلال وجنه
وروح وريحان وحور ونعمه ورؤيه رب العرش في كل لحظه
فالهمه المولي الكريم رشاده وخارله فاختار دار مقامه
فاسبل جبريل جمار دموعه وودعه توديع أخر اوبه
وخاطبه بأخر من سلك الهدي فأنت من الدنيا مرات وبغيتي
وراحت لروح الله روح حبيبه فجللت الدنيا حنادس ظلمه
علي فقده فليبك من كان باكيا فأه وأه بعدها ألف مره
فهل بعد هذا من بلاء وكربه وهل بعد هذا من وبال ولوعه
فكنف يصيب العيش بعد مصابه ومن أين للسري بعود ورجعه
وكيف يلذ العيش من فقد الحجا وكيف يري الأنوار فاقد مقله
تسل عن اللذات بعده يافتي ففي فقد خير الخلق أعظم عبره
فوافي حمي مولاه والدين ظاهر كنار القري ليلا علي هام قنه
تجلي عروس الدين وافي سعده ببرج تعاليه بابدع حله
فاصبح في الأفاق ناشر رايه تلتها جيوش الفتح في كل وجهه
بها العز مرفوع علي كل جانب كما النصر منقوش بأبدع صنعه
سعدنا بمسعود نارت بوجهه جميع فجاج الكون في كل حضره
فما له ند في الأفاضل كلهم فهم أنجم والهادي شمس ظهيره
كفانا مديحا فيك ياخير مرسل مديح الاه الخلق في غير أيه
وماذا يقول المادحون في وصفه وقد رمت الأقلام فيها وجفت
فلو كانت أيدي الخلق ترقم فضله لتاهت بسيد العد عنه وكلت
وماذا عسي يثني عليه جميعهم وأوصافه الحسنا عن العد جلت
وماذا عسي يثني علي خير كامل براه الاه الخلق من غير طينه
ولاكنه نور من الحق خالص به نور الأكوان من بعد ظلمه
دهاني ياخير البريه مادهي اويسا عن الدنيا فتاه بقفره
سقمت وفي الأحشاء نار تأججت وفي القلب احراق به العين سحت
لإفراط حبي ياسراج هدايه فقد نيط يامولاي في أصل خلقتي
وفرج بالأعضاء والدم والحشا وبالروح والأنفاس ياخير رحمه
وماذاك الأفضل ربي ومن يشا يخص به من غير حول وقوه
فيا أيها المختار من أل هاشم وياخير مامول لدي كل شده
وياغني محتاج وياامن خائف وياخير عياب اذا الباب سدت
وياطلعه راقت ويانخبه رقت ويامزنه سحت اذا المزن شحت
ويارحمه عمت وياعزه علت ويانعمه جلت علي كل نعمه
أغثني وحطني والقني وتولني فإنني في ضيق شديد ومحنه
فعجزي باد والدواء لديكم ومالي شفيع عندكم غير نسبتي
وأخشي اذا نال العفاه مرادهم وباء وبما يرضون أبت بخيبه
فمن ذا الذي يأتي لبابك راجيا نداك ولم يظفر بغايه رغبه
وإني لأرجوا أن افوز برؤيه فمن بها قبل اخترام منيتي
وددتها ياخير البريه كلها بنفسي وأهلي وأحبتي
فطوبي لمن زار الحبيب مقامه وعاين حسنا لايرام بغايه
وخاطبه ياخير من وطيء الثري أغث هالكا قد خاض لج قطيعه
وكن منقدي من جور دهري وهوله فأنت ملاذي واعتمادي وعدتي
فخذ بيدي عند الصراط وقبله فياخيبه المسعي اذا الرجل زلت
فإني علي بعد بجاهك احتمي واصرف وجهي عن سواك ووجهتي
فبحرك فياض وجودك غامر وخير كرام الخلق منه استمدت
أيا خير خلق الله عذت بجاهكم فمن علي العبد الضعيف بعطفه
إلاهي بأنوار الحبيب وسره وما قد حوي من سطوه ومهابه
أنلني رضاك واعف عني وعافني واحي فؤادي سيدي وسريرتي
وصل سببي مولاي بالرتب العلي فأنت رجائي سيدي ووسيلتي
وان عاقني ذنبي فمالي حيله سوي انني أرجوك في محو زلتي
فيا نخبه الباري ورحمه خلقه وملجأ الوري طرا اذا الخلق ضجت
ونادي منادي الجمع والشمس كورت وقد هالت الأهوال والنار صالت
وبلدت الأحلام وانكشف الغطا وبدلت الأفهام والرسل انت
بفاطمه الزهرا استجرت وبعلها وبابنتيهما جد لي بنيل شفاعه
وعثمان والفاروق والأمجد الرضي ومن خصه المولي وفاز بصحبته
عليك صلاه الله ماثج وابل وما سبغت نعمي وبالخير تمت