الحمد لله الذي من بما   علم من علم الحديث العلما
أورثهم خلافه الرساله   وخلف العصمه بالعداله
وخصهم بالسند الملحق من   روي بمن رأي وشافه السنن
وصلوات الله مع سلامه   مدا ليالي الدهر مع أيامه
علي النبي المصطفي الهادي الأمين   محمد رسول رب العالمين
وأله وصحبه وحمده   وحاملي سنته وبعده
وبعد فالعلم بكل حال   خير الحلي لخيره الرجال
وإن تكن تعدد المطالب   فللحديث ذروه وعارب
فمومن بعد كتاب الله   افضل مايحيي علي الأفواه
فانه كلام خير من نطق   وماله انتسب او به التحق
وطيب الله ثري عصابه   لم تعد صوب الرشد والاصابه
فحملوا ذا العلم وكل خلف   عن وله عمر مضي ومن سلف
فحفظوا وحافظوا وضبطوا   وهذبوا ومهروا وربطوا
حتي انتفي تحريف كل مبطل   غال وكل جاهل مؤول
فنقلوا الدين طريا ياغضا   واوصلوا الحديث صفوا محضا
اذاك ماقد نهجوا الصناعه   وصنفوها كتبا مشاعه
فمن بسيط ووسيط مختصر   ومن وجيز شامل ومقتصر
وحبذا النخبه لابن حجر   فيها المهم من علوم الأثر
فإنها لباب هذا الباب   لطالبيه من أولي الألباب
لكنه أوجز حتي أعجزا   وأنجز البذل بها فأعوز
إذ ذاك حظ المتير وكيف له   يعي ويدري نثيره ومقفله
لأجل ذا نظمتها في عقد   مستوفيا جميعها جهدي
مع مزيد وتصرف كثير   لنكته يعرف ذالك البصير
حسب أخذي عن القصار   إمام ذي الأعصار والأمصار
أجازه الغزي من حيث درني   عن زكرياء عن ابن حجر
وقد رويتها بطرق أخري   لكن ذي أعلا فهي أحرا
فجاء والحمد لمولي النعمه   قد احتوي علي علوم جمه
مختصرا مقربا مرتبا   ملخصا   مخلصا مهذبا
يلوح بالغرب كبدر مشرق   تفيده الأضواء شمس المشرق
والله ينفع به كما نفع   بأصله وينفع الذي جمع
علم الحديث علم حال الخبر   وحال نقله وحال المخبر
موضوعه المروي وراويه من   حيث قبول فيه أو رد يعين
والنقل والأدي لما منه وعي   والرسم والضبط لما مذجمعا
وان يفيد الي دو القبولا   غايته فاعن به تحصيلا
والخبر الامر المضاف للنبي   صلي عليه الله طول الحقب
وقيل او لصاحب أو تابعين   من قول أو فعل أو أمر جامع
أو وصف أو تقريره أو كان في   أيامه الغر مجفف واعرف
من حيث الاعلام باذي الإضافه   فهو قول قل ولا مخافه
وهو مرادف الحديث والأثر   وسنه وقيل أيضا في الخبر
أعم مطلقا وقيل خصا   بخبر ماعن سواه نصا
وبعضهم للفقهاء نسبا   الأثر المروي عمن صحبا
وقوم الموقوف والمقطوع قط   بأثر سموا فلاتبغ الشطط
وقيل في السنه هي القول   والفعل والتقرير قص لا الكل
الخبر الذي رواه عدد   تواطؤ الكذب ليس يوجد
بحسب العاده منهم واستند   للحسن ذو تواتر به يحد
اما عيانا أو بأن تستقرا   في طبقاته الشر وططرا
وعد الارعه فيه فاكفي   والقاضي في الخمسه قد توقفا
ثم حصول العلم منه أيه   جمع شروطه علي النهايه
وهو ضروري وقيل نضري ورد للأول عند النضر
وغير ذي التواتر المعني   خبر أحاد يفيد الظنا
وقد يفيد العلم لكن نظرا   مع قرائن لها قد نظرا
أقسامها يعرفها الأريب   مشهور أو عزيز أو غريب
فالاول الراويه فوق اثنين   دون التواتر بغير مين
بالمستفيض بعض أهل الفقه قد   وسمه والبعض غاير وهد
والثان مايرويه راويان   وقيل أو ثلاثه فالثاني
جامع الأول هنا وهو صريح   وليس شرطا في الصحيح للصحيح
ولا البخاري التزاعه اعتمد   حسبما قرره من يعتمد
والثالث الذي به الرامي انفرد   فحيث ينفرد في أصل السند
وهو الصحابي الذي له استند   فهو فرد مطلق وما انفرد
في غيره النسبي يسما ويقل   إطلاقهم فردا عليه ونقل
وكل الاقسام معروض لأن   يقبل أو يرد فاعن حيث عن
بالبحث عن حال الروات وقفا   عن احتجاجك به أو تعرفا
فكلها أيضا له تصنيف   صحيح أو حسن أوضعيف
الأول الصحيح وهو ما اتصل   بنقل عدل كامل الضبط نقل
عن مثله الي التمام وسلم   من الشذوذ مع عله تصم
وذا الصحيح عندهم لذاته   ومن تفاوت لدي صفاته
هذي تفاوتت كذاك رتبه   كما تفاضلت بعقداكتبه
فجامع الشيخ البخاري قدما   فمسلم فما علي شرطهما
فإن يخف الضبط فهو الحسن   لذاته حسبما قد يتنوا
فإن يكن تعددت طرقه   فبالصحيح فاعلمن تلحقه
وهو الصحيح عندهم لغيره   وحيث يجمعان عند ذكره
كقولهم هذا صحيح حسن   فللترد براو فمن
حيث انفراد وهو ان لم ينفرد   لرعي إسنادين بينهم يرد
...