الحمد لله الذي ابانا   للناظر الحجه والبيانا
ثم علي النبي والأل الكرام   والصحب افضل الصلاه والسلام
والمقصد التلقيح للاذهان   بالنظم والتنقيح للبرهان
علي الذي من أمهات المعتقد   اوددت في النظم المسمي المعتمد
من غير تفريع ولاتطويل   واستمد واهب العقول
النظر الفكر به يطلب من   قام به للعلم او غلب ظن
ومابه فيه لمطلوع وصل   هو الدليل حيث تصريفا تحمل
وسمه برهانا ان افادا   علما لقيت دائما رشادا
ثم الدليل منه ما للعقل   مرجعه ومنه ما للنقل
والشان لايعيد علما الا   إذا تواثر تأدي نقلا
وكان نصا قال ذا أهل الكلام   وفيه جهل المحدث المرام
فانما يشترط الوضوحا   وان يكون نقله صحيحا
ولو بالاحاد ولاقطعيا   معارض له ولو سمعيا
والنظر الجملي ما دليله   جملتي ايضا وهو ماتفصيله
ليس بحاصل ولكن حصلا   في الجمله الفكريه منتقلا
من المباد للمطالب وما   فصل ضده بترتيب مما
ونظمه بالمهيع المقرر   لذاك والتقليد ضد النظر
وهو اخذ القول دون حجه   من قائل تبدوا بها المحجه
واختلفوا في صحه التقليد   وكونه يكفي بلا تقييد
فقال مالك وباقي الاربعه   والفقهاء كلهم مجتمعه
وسائر المحدثين طرا   وكل ثصوفا تحرا
وفرقه من اهل مذهب الكلام   من كل حبر متبحر امام
مثل القشيري وكالغزالي   والماتر يري وكل تال
مما وراء النهر والحداق من   المتأخرين قولا لايهن
بصحه التقليد شرعا وكفي   من غير ان ياتم من به اكتفي
وعندهم لايجب النظر بل   حرمه بعضهم لكن حمل
من حضن النهي حذار وهم   من لااستقل عقله بالفهم
قال المحققون عن يقين   كالمأثر يري وسعد الدين
وانما مضند التقليد   من كان في الجزر او في الممد
او جبل منتبذ بعيد   منفردا او هو كالفريد
وقط ما نظر في الأيات   ولا اعار سمعه الايات
فنفسه ماسام باعتبار   ولا اختلاف الليل والنهار
ولاتنبه الي الأفاق   ولا در الخلق من الخلاق
ولاتواثر لديه خبر   من النبي او دوي ما يخبر
حتي غدا عليه مرء أخبره   بما عليه واجب وفرع
فصدق الخبر دون نظر   ولاتفكر ولاتدبر
فذا الذي يمكن ان يختلفا   فيه اذا بالخبر وكان اتصفا
أما الذي يمكن ان يختلفا   فيه اذا بالجزم كان اتصفا
اما الذي نشا في الامصار   وفي القري واهل الصحاري
وعنده امر النبي ثبتا   تواثر او مابه دينا اتي
وان هذا الخلق خلق الله   وماخلا فكرا عن انتباه
فذاك ليس من ذوي التضليل   وهو من أهل النظر الشديد
وقال الاشعري شيخ الامه   وتابعوه الجله الايمه
بالمنع للتقليد ثم اختلفوا   فقيل لايجوز والمتصف
بوصفه عاص وقيل بل لا   يجري فالايمان معه اختلا
وذا الاشعري قول نسبا   قال القشيري عليه كذبا
وقال عبد القاهر البغدادي   يعني عصي لترك الاستناد
اني ليس هو الكامل الايمان   والكفر قد يجري علي العصيان
ويجب النظر عندها اولا   مستندا الي الدليل مجملا
فان يكن مفصلا فالغايه   وقائم داريه بالكفايه
واهل الاستدلال من مراوجبا   ومن اجاز حاز فيه مذهبا
أما المحدث فيستدل في   كل المطالب بلا توقف
بما لديه من دليل نقلي   ولا يري من مخل للعقل
والمتكلم يفصل فما   من المطالب حضيضا لزما
توقف الدلاله السمعيه   عليه بالادله المرعيه
كالعلم والوجود فالفعل هنا   ماعنه من مندوحه فليعتنا
به ومالا يتوقف عليه   السمع مثل السمع فاستند إليه
او لدليل العقل عن تخيير   الا اذا ناظرت ذا نفور
عن مله الاسلام دامت في شرف   فهاهنا الحكم الي العقل انصرف
وكلما كان قصاري العقل   جوازه مرجعه للنقل
ومقتضي التجويز للتقليد   ان يستدل دون ماتقييد
بالعقل او بالنقل بل قد صرحا   حجه الاسلام بأن ماصلحا
الا لامر عارض من شبهه   او غيرها والحال تبدي وجهه
فلتجتهد في دفع ماقد عرضا   كما يدافع الطبيب المرضا
غداء او دواء او مركبا   او مفردا وهاهنا فلتركبا
كذاك عقلا او يسمع اوما   يبد واله التأثير حيث أما
ولو بتبعيد او استقباح   او قول من يعرف بالصلاح
وموجبوا النظر بعض العلما   لبعضهم نسب ان ما الزما
دلاله الفضل ولكن خيرا   مع ررعي شرط النقل كيف اعتبرا
اما القيام بجدال الخصم   ورد مامن شبه ووهم
أبدا فليس واجبا الاعلي   من كان الاستعداد فيه حصلا
فكان ذا تمكن في النظر   وفي علوم الشرع ذا تبحر
تكنا يقوي به علي أن   يدفع من قول الضلال ماعن
وهوله فرض علي الكفايه   والحمد لله علي الهدايه
...