من ديوان
ديوان الغالي السنتيسي المكناسي ( - 1339 هى) ( - 1920 م
للشاعر
بديعي
بسم الله الرحمان الرحيم وصلي الله علي سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم تسليما حمدا لمن نور بأسرار العلوم قلوب أحبائه, ونظمهم في سلك خاصه ذوي وداده وأصفيائه, وفتح عيون بصائرهم في فقد طريقه, وشرح صدورهم لاقتفاء أثار أعلي رفيقه. والصلاه والسلام الاتمان الاكملان, علي نقطه دائره الأكوان, وعله وجودها وامدادها, ونور هديها وإرشادها, وعلي أله الأبرار, وصحابته الاجله الاطهار, ما استعذب شرح ومشروح, وجري كوثر حسنهما في النثر والنظم يغدوا ويروح. أما بعد فان طريقه شيخنا التجانيه المحمديه, الابراهيميه الاحمديه, لما لها من المثابه الفخيمه في الدين, وشفوف المكانه التي بها صارت غره جبين, سنه خير الهادين والمهتدين, تعين لها تقرير قواعد, وتشييد فوائد, وتأسيس أركان وحدود وقواطع, وترتيب أحكام وشروط وموانع, يعينون عن مجموع ذلك بفقه الطريق, ليتداوله من جموع الاخوان كل فريق.
ولله در مبتكر ذلك المنوال, ومستنبط ذلك المثال, أخينا في الله ذي الود الصميم, والمجد المدثل الفخيم, الفقيه العلامه أبي الفضال والفواضل اللوذعي الرئيس, سيدي الحاج عبد الكريم بن العربي بنيس.
ذاك الذي شهدت بفيض علومه أولوا المعارف والعلوم الفاخره
وتعرضت أقلامهم وصدورهم للرشح من تلك البحور الزاخره
فنبع من قلمه السامي, وجري من بمه الطامي, تلك المقدمه الرائقه, والفقهيه الفائقه المسماه بدره التاج, التي نظمت في سلك إضاءه الداج, فتصدي لشرح الأولي بشرح اكتحلت الأفاق بسني حسنه, وابتهجت الأنفس لمحاسن يمنه, وشرح الثانيه بهذا الشرح الوري الألفاظ, النرجسي الألحاظ, من منحته العنايه التجانيه بعض أسرارها الوهبيه, نشرت عليه أرديتها الغيبيه, أخونا الفقيه العلامه اللوذعي, الحبر البحر الفهامه الألمعي, أبو العباس سيدي أحمد بن السيد الحاج العياشي سكيرج عامله الله بمثوبته وإحسانه, وأفاض عليه من عميم جوده سجال فضله وامتنانه, فياله من شرح جامع لأشتات المحاسن أكثره, فاقت أنواره أشعه التريا والمجره, وأعلنت ألسن أسجاعه وأشعاره وفقاره, وجماله وأسطاره, بما لصاحبه من انفتاح البصيره في العلوم الوهبيه, ورسوخ قدمه في اكتساب المعارف الغيبيه:
ليهنك يا نظم لدره تاج إضاءه قد فاقت بنور سراج
ويهنك من ذاك السراج بريقه تلألأ منه الصبح وقت انبلاج
سراج كأن الشمس منه إمدادها تعادل معناه اعتدال مزاج
سراج يضوع المسك من جنباته ويعبق من رياه كل فجاج
يناجي بسر ثم يعلن تاره فلله شرح معلن ومناج
فاحبب به شرحا كحله ناسج تأنق في ترصيعها ونساج
سداها الهدي والرشد لحمتها وما به من نقول كالأماني لراج
وقد زانه منه اختصار مناسب لمشروحه كالبدر لاح بداج
وهذا قريض لا يقاوم قدره ولكن يذود الهجو من كل هاج
وعذرا لاعشي لايري حسن دره إضاءه داج كيف نور سراج
لذا نرتجي من ربنا جل ذكره لشارحها ما من مناه يراج
ويمنح ذا نظم ونثر بفضله مثوبه إحسان وحسن علاج
كذا رضي الشيخ التجاني أحمد لاجمعنا مع والد ونتاج
|