يا لهف نفسي علي قوم عهدتهم كانوا هم جنه من سواء أغيار
جادت بهم راحه الأيام فانبلجت شمس السرور بهم من كل أقطار
من كل مكرمه عضوا بناجذهم علي فريدتها في المنظر الفار
علم وحلم وزهد عفه وتقي جميل ظن وصبر ثم سجوار
كفاك بأعلم منهم فقه مختصر ونحو ألفيه من خير خيار
إذا أساء إليهم فاحش صفحوا وعن قبيح يغض طرف أبصار
لو أن رضوي أتي مع ضعفه ذهبا إليهم أدبروا هم أي إدبار
لعلمهم أن مولاهم مطهرهم لم تلتفت نفسهم لفتا لأكدار
وكيف والله ذو الأنعام ملبسهم من التقي لبس أخيار وأبرار
يرون كل محب مخلصا ومقا ويسترون مساويه بأستار
لكل نائبه يولي الزمان بها صبر جميل إليها منهم ساري
لا يعذب العيش إلا في جوارهم وكان طول علي من أمهم جاري
يبناهم كالذي قد قص وصفهم مستوطنون سواد وسط إبصار
إذ صاح فينا غراب البين يندبنا من قد ألفنا بهم من كل أوطار
فأصبحت كائنات الكون قائله أين الذي حبه في طي أسراري
أين الذي أمت الطاعات أمته قد أوهنتها عباده بأسحار
ياعين فابك عليه غير مصحيه واستفرغي الجفن منك كل أقطار
واستبكه كل عين مدمعا هطلا واستمطريه كثيرا سحب أمطار
ياعين فابك فإما أنت باكيه فلا أمنت, المكروه والعار
فلست أرضي به حبا سواه عدي أن يبدل الله مختارا بمختار