واجتمعنا في روضه أيضا ببهجه الكتاب۔ المتحلي بمحاسن الأداب۔ أبو بكر السيد الغالي بن المكي السنتيسي المكناسي۔ فقرت العيون بحضوره۔ وكانت بيننا وبينه موده وألفه أيام إقامته بفاس۔ يجمعنا مجلس عم الحضره الشريفه۔ ذي السريره المطهره۔ والهمه العاليه۔ الأديب الأوحد۔ أبي فارس مولاي عبد العزيز ابن السلطان المقدس مولاي محمد۔ وكانت الرابطه قويه في اتصال حبل الحب بين الجميع في سلوك الطريقه الأحمديه التجانيه۔ وجرت بيني وبينه مكاتبات۔ بقي منها بخط يده تحت يدي رسالتان۔ ننقلهما هنا حفظا لإنشائه.
نص الأولي : الحمد لله وحده۔ والصلاه والسلام الأتمان الأطيبان علي سيدنا ونبينا ومولانا محمد وأله وصحبه الطيبين الأكرمين۔ السياده التي أزرت بسائر المحاسن محاسنها۔ وأمدت بفنون الكمالات زهر الرياض أفانينها۔ والمجاده التي سايرت أسعد الكواكب۔ وسبقت الجوزاء بمديد المناكب۔ عالم العلماء۔ وأديب الأدباء۔ أحد أعلام هذه الطريقه الغراء۔ الداله بالمطابقه علي معالم السراء۔ الفقيه النزيه۔ الألمعي النبيه۔ أبي العباس سيدي أحمد بن سيدي الحاج العياشي سكيرج۔ الذي هو لأسرار هذه الطريقه الأحمديه التجانيه صهريج.
أما بعد : فقد وافي بل وفي كتابك۔ وحل بل حلا خطابك۔ وغنت بل أغنت ألفاظك۔ ورنت بل رنحت ألحاظك۔ وسرت بل سرت معانيك۔ وأطرت بل أطربت مغانيك۔ منبئه عما انطويتم عليه من صميم الوداد والصفاء۔ وانطبقتم عليه من قواعد الخله والإخاء۔ ولهجتهم به من تمني اجتماع الشمل بعد الفراق۔ والتحرق والتشوق إلي الظفر بضاله اللقاء۔ معترفا بحلول جزء السيره الحلبيه ۔ براحتكم ذات الجمل الإنشائيه العلميه.
لöلُْهö رْاحْهٓ حْبٔرٰ كٓلُٓهْا دٓرْرñ * أْنٔبْاؤٓهْا فöي المْعْالöي كٓلُٓهْا عöبْرٓ
كْانْتٔ لöسٓبٔلö الهٓدْي مْعٓونْهً وْيْداً * وْلöلتُöجْانöيْهö السُْمٔحْاءö تْنٔتْصöرٓ
أْبٔدْتٔ تْألöيفْ فöي فöقٔهö الطُْرöيقö وْفöي * طöبُٰ وْضْبٔطö رöجْالٰ يْا لْهٓ أْثْرٓ
بنانٓهْا ألْهñ لöلرُٓشٔدö يْعٔرöفٓهْا * مْنٔ كْانْ فöي طْرْفö الهٓدْي لْهٓ خْبْرٓ
ملتمسا منا بعض ما يلائم بصدد جمعه من التأليف الذي عنونتموه في الطريقه بكشف الحجاب۔
وألممتم فيه من تراجم أولئك الكلمه بما بينتموه من أعداد ذلك الباب۔ وقد كشف لكم الفحصي عما أومأتم إليه مما يناسب تلك التراجم۔ ناسبا كل فائده لمفيدها الذي قبلتم عليها منه البراجم۔ واضطربتم في اسم أو لقب الصاحب المرسوم في الجواهر۔ ورفعتم ذلك إلينا لنفيدكم فيه تحقيقا كشمس الهواجر۔ وأن ننبئكم بتحقيق من أخذ عن سيدنا رضي الله عنه مباشره من أل مكناس۔ كسيدنا المقدم الكبير۔ المرحوم الخليفه سيدي بلقاسم بصري۔ ومن نسقته من أولئك الأناس۔ مع ما حل بنا من رسائل مولانا الشيخ لأل الحضرتين زرهون ومكناس۔ والعدوتين سلا والرباط۔ ومثوبتنا علي ذلك توجه همته رضي الله عنه وأرضاه لنا بما نحب:
وأما أنا يا أخي فلست من رجال ذلك المجال۔ ولا ممن أصمه حب الطريقه عن غيرها حتي رسخت قدمه مثلكم في ذلك المنال۔ سيما وأنتم أدري بما نحن فيه غرقي من بحار الذنوب والأهواء۔ التي تقذف أمثالنا لولا عنايه مولانا الشيخ إلي ساحل الأسواء۔ ولقد غركم أخي منا ما نعهده مما لمحته فينا من صوره الرسوخ في الطريق۔ والتحلي بفضائلها ومذاكره أهلها فيما لها من الشرف الحقيق۔ فوالله إنما هي شنشنه لسانيه۔ وتزويقات نفسانيه۔ وتمشدقات تسويليه۔ وتزينات بالحق تعليليه۔ يحقق لك ذلك ويحرره۔ ويخرجه إلي فضاء الوضوح ويسطره۔ أننا لسنا حتي علي أقل ما ينبغي لأهل الطريقه الغراء۔ أن يكونوا قائمين به من إخلاص الوجهه لمولاهم في السراء والضراء۔ بحيث لولا غطاء مولانا الشيخ علي أعمالنا۔ ونياتنا وأحوالنا۔ لافتضحنا بين الإخوان۔ بل بين سائر أهل الإيمان۔ فأني يكون لمثلي في هذا المقام قدم۔ ولا يعتريه في العقبي علي ما هو بصدده ندم
علي أن ما كنا أطلعنا أخوتكم من كناشنا المشتمل علي رسائل وتغييرات وأجوبه وغيرها لخاصه أصحاب سيدنا الشيخ۔ بل لخلفائه كمولانا العربي بن السايح۔ والفقيه العلامه سيدي محمد أكنسوس وأشباههما۔ هو الذي حصلنا من ذلك في مده أخذنا۔ لكون البضاعه فيها مزجاه۔ والحاجه فيها غير مستوفاه۔ فإن كان لك به حاجه فسيرد عليك بحول الله مع من نوجهه لفاس كالمره الأخري إن شاء الله۔ نعم وقفت علي جواب عن مسأله [فإن الهموم بقدر الهمم في منسوب لسيدنا خليفه شيخنا البدر الأول من البدرين المذكورين أعلاه ۔ والغالب أنه منقول من خطه أو بواسطه الغير۔ وفيها بعض بياض لم ندر ما كتب فيه۔ وها نسخه منه تصلك يمنته لتطالعها إن لم تكن عندكم۔ وتلحقها بترجمته إن ترجمت له۔ وإن كانت عندك فاكتب في البياض المذكور ما هو فيه۔ وردها لنا وأما من يكاتبهم سيدنا رضي الله عنه فلم نقف الأن منهم علي أحد عدا سيدنا المقدم الكبير سيدي بلقاسم بصري رحمه الله۔ بل كان تلاقي بسيدنا رضي الله عنه وقت وروده لمكناس۔ وأخذ عنه مشافهه۔ وصافحت يده يده المباركه۔ وقد صافحنا ولله الحمد يد المقدم المذكور۔ وإن لم نأخذ عنه لصغرنا إذ ذاك۔ فالحديث مسلسل بالمصافحه۔ وأعلا سند وقع لنا في الأخذ سند ثلاثي۔ وهو عن المقدم سيدي بلقاسم الموجود الأن عن والده سميه المذكور رحمه الله۔ عن سيدنا ومولانا الشيخ رضي الله عنه هذا وقد أخبرت أن بعض الفقراء هنا قيد لك تاريخ وفاه المقدم المرحوم بمنه الله۔ ووجه لك به۔ وبعد : فكلما بيدنا من ذلك نقيده ونبعث لك به إن شاء الله لتلحقه بمحله۔ كما نعهد إليك أن تتحفنا بنسخ من مؤلفاتك في الطريق۔ والله في عون العبد ما كان في عون أخيه۔ والسلام منا علي جمله الإخوان عامتهم وخاصتهم۔ كالفقيهين العلامه الأبر شيخنا سيدي الحاج محمد جنون۔
والعلامه سيدي عبد الكريم بنيس۔ والبركه سيدي أحمد العبدلاوي... وسيدنا الشريف الفقيه مولاي عبد العزيز عم مولانا الإمام۔ أيده الله في كل محفل ومقام۔ وعلي الأخ سيدنا محمد بن عبد الله۔ والشريف مولاي الهادي۔ وغيرهم من الإخوان۔ والسلام عليكم ورحمه الله تعالي وبركاته۔ في 15 رجب عام 1324هى محمد الغالي التجاني السنتيسي المكناسي۔ وفقه الله۔
