حيت فأحيت قلب صب صال كيما تبشره بقرب وصال
واستفتحت بعد التحية صورة الفتح المبين بقصد أخذ الفال
هيفاء ترفل في مطارق سندس من نسج تونس لاتسام بمال
مخضوبة الكفين والقدمين في طول القنا ماموزة بدلال
بينا نسائل بعض أتراب لها إذا أسفرت عن وجهها المتلالي
فتضاءلت لسناه أقمار الدجى والصبح أصبح كالقميص البالي
فحسبتها الدر الثمين ملاحة أو بنت فكر السيد المفضال
العالم العلم الذي أهدى لنا در المعالي بل عقود لئالي
أدنت قريحته وثاقب ذهنه ما أعجز البلغا لبعد منال
يا أهل تونس حزتم شرفا بمن أيدتم من صالح الاعمال
يكفيكم أن فيكم هذا الذي حلت بلاغته محل كمال
حتى غدت أمداحه ما بيننا تقرأ لدى الغدوات والاصال
فلربما أدى البعيد بأرضه حقا ولم يحتج إلى ترحال
فله علينا أي فضل أيها الشعراء ان أنصفتم في الحال
حيث اهتدى لمقاصد فافتض من أبكارها عذراء ذات جمال
يا حسنها من كامل في كامل أزرت بذات الفرط والخلخال
يا ما أمليحها تردد قولها هذي المنى فانعم بطيب وصال
فلذا غدت أرواحنا تهتز من طرب استماع نسيبها المتوالي
فكأنما النشوات في أشباحنا نشوات سكر لا بخمر دوالي
لله در قصيدة حلى بها جيد البلاغة للمقام العالي
جاءت كأحسن ما رأيت بلاغة وفصاحة جمعت ثلاث خصال
حسن الصنيع وجودة اللفظ البد يع ودفة التفصيل والاجمال
أنست بلاغتها قصائد من مضى وبدت بأفق المجد بدر كمال
فالله يجزيه جزاء عباده الأبرار فوق السؤل والامال
حتى يرى في جنة الفردوس من حزب النبي وصحبه والل