(بشائر لَا تحيط بهَا الشُّرُوح ... كَأَن سميعها فنن مروح) (سقى ربع البشير بهَا غمام ... يباكرها هتون أَو يروح) (تفديه المحافل وَهُوَ يشدو ... فتوح فِي مضمنها فتوح) (وَتَأمل أَن تقبله الغواني ... تذيل لَهُ المباسم أَو تبيح) (بشائر كَاد يسْمعهَا دَفِين ... ويسري فِي الجماد بِهن روح) (شفى الْمولى الْمُؤَيد كل صدر ... بِهِ من قبل وقعتها جروح) (وَأدْركَ ثار عصبته وأضحى ... لعزة قدره شرف صَرِيح) (لقد حسم الْفساد بِكُل أَرض ... فَسَاد بِهِ لنا الدّين السميح) (وزر على زُرَارَة كل خزي ... تشق لَهُ المجاسد إِذْ تنوح) (وَقد كَانَت تصر على ازورار ... وَكَانَت لَا ينهنهها قَبِيح) (وَمن كَانَت مراكبه جماحا ... فسحقا حِين تصرعه الجموح) (أتيح لَهُم لحينهم جهول ... غوى للضلال لَهُ جنوح) (يقودهم إِلَى الْعِصْيَان سرا ... وَيظْهر أَنه الْبر النصوح) (يُحَدِّثهُمْ إِذا مَا حم خطب ... حَدِيثا كَانَ مصدره سطيح) (هُوَ الدَّجَّال فِي سمت وَفعل ... فَمن يَدعُوهُ مهديا وقوح) (فَأَهْلَكَهُ الإِمَام فَكَانَ عِيسَى ... كَذَا الدَّجَّال يهلكه الْمَسِيح) (فصير دَار منعته فلاتا ... على أطلالها البوم السنيح) (وفر عَن الذمار على حمَار ... عليل الْعرض جؤجؤه صَحِيح) (فيالؤم الذَّلِيل فَلَا وهين ... فيعذر بالفرار وَلَا جريح) (وَخير من جباة فِي هوان ... يبوء بِهِ الْفَتى موت مريح) (أيطمع فِي النجَاة فَلَا نجاة ... سيدركه الهزيز المستبيح) (إِذا كَانَ الشَّرَاب لَهُ بحارا ... تخوض إِلَيْهِ سلهبة سبوح) (ستدركه العزائم من إِمَام ... تدك لَهُ المعاقل والصروح) (إِمَام قد أعَاد لنا سُرُورًا وجاد لنا بِهِ الزَّمن الشحيح) (أعز الله ملك بني عَليّ ... بصولته وَتمّ لَهُ الوضوح) (وجرد من جلالته حساما ... يزِيل بِهِ الضَّلَالَة أَو يزيح) (وَقد كَانَ الْخَلَائق فِي ظلام ... فلاح على الْخَلَائق مِنْهُ بوح) (وأصبحت الأباطح باسمات ... وَكَانَ على مناظرها كلوح) (أعز معود للنصر ساع ... إِلَى العلياء مسعاه نجيح) (يخاطر فِي منال الْعِزّ دأبا ... بِرَأْي كل مدركه رجيح) (فرايات السُّعُود عَلَيْهِ نشر ... وساحات الفخار لَدَيْهِ جوح) (أَبَا زيد فَأَنت لنا ملاذ ... وجاهك فِي المهم لنا فسيح) (فقد زانت مآثرك اللَّيَالِي ... ولاح لعدلك الْوَجْه الْمليح) (وَهَذَا الدَّهْر كالطوفان موجا ... وطاعتك السفين وَأَنت نوح) (وَأَنت خَليفَة الرَّحْمَن من لَا ... تؤمنه فمشربه نشوح) (كَمَا أَن الشبانة حِين زاغت ... وهب لَهَا من الطغيان ريح) (عصفت عَلَيْهِم باليأس تزجي ... كتائب كالسحاب إِذا تلوح) (فألقيت الجران على ذراهم ... بِجَيْش كلهم بَطل مشيح) (فجَاء الْعَفو مِنْك وهم ثَلَاث ... أَسِير أَو كسير أَو ذبيح) (وَقد قسمت بِلَادهمْ بِعدْل ... ودورهم كَمَا قسم الوطيح) (وَقد نظمت مكايدهم قَدِيما ... بني سعد وزيدان نطيح) (فظنوا آل إِسْمَاعِيل يرنو ... لغير الحزم طرفهم الطموح) (وَمَا علمُوا بأنكم سيوف ... لحدكم نجيعهم سفوح) (أَبَا زيد إِذا تبقى عَلَيْهِم ... بصفح رُبمَا نَدم الصفوح) (فَلَا تحلم فَإِن الْجرْح يكوي ... طريا بالمحاور أَو يقيح) (فَلَا زَالَت بك الدُّنْيَا عروسا ... ومجدك من مفارقها يفوح)