سيدتي لن ارحل إليك، لأنني اعرف انك تستوطنين القلب والروح والوجدان..وأنا حين يسكنني الحنين ،أمد بصري
نحو تخوم دياركم عشقاً وحباً وأمنيات لعلها تصير من حقائق هذا الزمان..أنام وطيفك يجول في مخيلتي كبستان ورد متنوع الأشكال والألوان،أتيه في جماله وروعته،وأعبق من عطره الطيب ما أشاء، وعند الصبح أغمض عيناي على حلم رايته في المنام، فتكونين أنت ساكنة بين الجفون ،أمد يدي أتحسس صورتك المرسومة فوق جدار القلب فامسك ملامح وجهك الجميل كأن ملاكا قد صاغه بريشة من عند السماء..!!
في الليل يأتيني النسيم مُحملاً بطيب روائح العشق..أحاول رسم ملامح وجهك، على وجه السماء تارة وفوق جدار القلب تارة أخرى وفي بؤبؤ العين دائما لكي أراك في كل أوقات الحياة..فقبل لحظات نظرت إلى السماء وكانت النجوم كُثر ولكن نجماً واحداً كان متميزاً،سألت كل النجوم عنه،فكلهم قالوا انه أنتِ..لذا فسوف أظل أراك أنتِ...!!
وعند المساء،تتناثر جدائلك فوق الوسادة كأنها،مجاديف قارب ينساب على وجه ماء النهر، يبحث عن مرساة يحط عليها الرحال..وفي العتمة وبين التنهيدة والأخرى، تترقرق الدموع في مقلتيك كحبات لؤلؤ ما زالت تختبئ في المحارات..تحاولين الهروب نحو مدارات النجوم،ولكن تشدك الذكرى، لرحيل الشتاء،وتعودين للوسادة والأحلام، ورؤية الغيوم في لعبة مع القمر، تفر منه حيناً وتلقاه أحياناً،ولكن من الصعب عليهما أن لا يفترقان..
حين رايتك،أعترف أني وجدت،عالماً أخر،غير ذاك الذي كان في الخيال،حينها حاولت رؤية الأشياء عن قرب،تماديت في الرؤيا بصمت، فكاد الصمت يقتلني،فأكتشفُ أن العشب الأخضر ينبت من بين أناملك أزهارا.. واكتشف انك ركنٌ من أركان الجنة،وأنا أحج في ركن الحج إليك..
وعند الصبح يرفرف، عصفور بألوان الطيف عند شباك غرفتي ويحط على القضبان، تمايل برأسه يُمنة ويُسرى،وسمعت صوته ينساب في سمعي،وفهمت أنه يسألني عن العنوان،ويطلب مني، ورداً إليك بلون الأقحوان،ضممت إليه وردتان وقلت له،قل لها.. قديما في الحب قالوا.. أن للحب وجهان ،وجه أن تُحب أنتَ فيه..ووجه أن يُحبكَ ،الآخرين ..أما أنا فأقول ،أن للحب وجهان..وجه أن اُحبكِ أنتِ فيه..والوجه الأخر أن اُحبكِ أنتِ فيه أيضاً..ولست أدري إن كان قد عرف العنوان..
تعالي سيدتي،نداعب فوق الأشجار عصافير الصباح،ونبعث الرؤى نحو الأفق البعيد،لأننا دوماً نشتاق الى عبق الحياة.. رغم كل انكسارات الزمن،ورغم كل الخوف وكل العواء ورغم كل المحن..لأن الشمس ما زالت تشرق في الصباح وتغيب عند المساء..وأنت حاضرة مثل نور السماء.. لا تغيبين عن كل الفصول.
