(4)
الحضور
الحضور... غياب قلب المحب في حضرة المحبوب عمّا سواه؛ فيكون المحبوب حاضرًا في إهاب المحب، حضورًا يملأ عليه إدراكه، حتى لا يترك إدراكًا لغيره، فلا يكون حضور لسواه.
ولا يذهب العاشق المحب لاستحضار محبوبه؛ إذ الاستحضار يستوجب الغياب، ولو حق الغياب، لما كان المحبوب محبوبًا، بل كان كغيره من الأغيار، ممن يجوز فيهم الاستحضار، ولما كان المحب، محبًا، بل كان مدركًا واعيًا لما يريد استحضاره.
فطوبى للمحبِّين على حضور محبوبهم فيهم؛ إذ لا يحق الغياب على المحبوب في قلب محبِّه، فحضور المحبوب حق.