(2)
الدمع
الكتم والدمع صنوان في قلب العاشق؛ فما دمعه إلا من نار الكتم. وما دمعه إلا نداء العين، لنور العين؛ ترديد نبض قلبه على خديه. ماء الروح، الذي يطفئ جمرة الشوق المتقدة؛ سلسبيل القلب الندي، ترتوي به المآقي؛ حين تجف في صحراء الوجوة الجامدة؛ رواء لأديم الوجه، كي لا تجف به ينابيع الحياة. فالدمع سقاء المحب لجدب الجسد من نهر الروح؛ حين يجري، يهتز ترابه ويربو، تدب في مسامه الحياة، فيندى بها.
فطوبى لمن تجري دموعهم؛ فمن حياة قلوبهم يهبون للوجوه والأديم الحياة.
حتى يصير دمعهم مُدام العشق المعطر بكوثر الروح.