المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
تابع ديوان : دماء فاسدة في القلب
للشاعر السيد جلال

شـــروق

(إلى أنفاسيَ..إلى ابنتي)

لم أرَ شمساً تضحكُ
ولمْ أرَ ابتسامةً كهذهِ التي
تراقصتْ على شفاهِكِ
كأنّما الدُّنيا تزيّنتْ لربِّها
برطبِها،وطيبها
والآنَ تُشرِقُ...
أو قمرُ السماءِ
ـ في تمامه ـ
قد اكتسى حنّاءَ
والطُّهْرُ على وجناتِهِ طبيعةٌ
تُعطي وتُغْدِقُ.....

أُحِبُّكَ الكونَ بزيِّهِ الجديدْ
صارخةً،باكيةً،ضاحكةً،....
مُعلنةً رفضَكِ للهدوءِ والسُّكونْ
شاغِلَةً كلَّ فؤادي،وفضائي
عند خروجي تتعقبينني حبواً
وتبكينْ...
فأنحني مُقَبّلاً، ومعتَذِراً
وأنحني حتى على الأعناقِ تركبينْ
وللقاءِ فرحةٌ،
وغِنوةٌ،وقفزةٌ
يُرَقّصُ الفؤادَ طبلُها
وتِرْقُصُ العيونْ
كفّاكِ في كفّي كزهرتينْ
في همسٍ تناجيا
على شوقٍ قديمْ
فرخين لاحا من سُهادِ عاشقينِ
غارقينِ في رُبا النعيمْ
كم كنتُ ضائعاً وجدتني
وتائهاً هديتني
منهزماً نصرتني
منعدماً أحييتني
كم كانت الأيامُ تُبكيني
صرتُ أُغني
وغنائي كُلُّهُ من أجلك
وأُمّكِ التي تبدّدتْ بحبها
من شوقها تبيتُ
تصنعُ الفساتينَ لكِ
نسيجُها من غزلِ أحلامي بكِ
ودفئها ترائبي
ثم تظلُّ طولَ ليلِها
أمامَ واحدٍ منها
مُعلَّقٍ على أبرزِ مشجبِ
حتى تراكِ تلبسينَهُ
مُهندماً،
مُنَسقاً
تُحرّكينَ ساقاً وذراعْ
وأنتِ لم يبنْ ببطنِها وجودُكِ
ولم يكُنْ بمُستطاعْ   !!
.......................
صغيرتي:
كم كنتُ فظاً قاسياً
حين نهاني والداي
عن أُمُورٍ لا تُعنيني
فثُرْتُ،....
ناطحتُهُما مُخالفاً في صلفٍ
حُرٌّ أنا فيما أشاءُ
أو يكونُ ما أُحِبُّ أن يكونْ
أزرعُ نفسيِ تحت حرِّ الشمسِ
في عِزِّ الظّهيرةْ
كيما أصيد بعضَ أسماكٍ صغيرةْ
تبغي الحياةَ في أمانْ
أو أسهرُ الليلَ
على سطوحِ بيتنا القديمِ
شاخصاً لها لآي اللهِ
لا أُحْصي لها عدّا
أَغيبُ في رحابهِ
والعُمْرُ ليلةٌ قصيرةْ
أعوادُ قشِّ الأُرزِ كالبساطِ
تحت ظهريَ المحنيِّ
من طولِ القراءةْ
والبردُ جلاّدٌ،
وأذنابُ سياطِهِ كإزميلٍ
دقيقٍ ينحتُ الجسدْ
يغوصُ جسمي في تلالِ القشِّ
ناعماً بهِ
كطائرٍ تحت جناحِ أُمّهِ
ينامُ فردا،
أو اختفى خلف الغيومْ
أو تحت أشجارِ السماءِ في براءةْ
حُرٌ أنا فيما أشاءُ
أو يكونُ ما أُحِبُّ أن يكونْ
كم كنتُ فظاً قبلكِ
وكم أنا الآنَ أُحبُّكِ
ـــــــــ
القاهرة/1/12/1998

قمرٌ بعينيكِ

قمرٌ بعينيكِ ينادي
فهرعْتُ كالمجنونِ
من وادٍ لوادي
كالنخلِ تجذبُهُ
بساتينُ البنفسجِ والقرنفُلِ
والنسيمُ يُراقصُ الأحلامَ
في تاجيهما
يا للجمالِ الفاتنِ...
عيناكِ أرضي..موطِني
سافرتُ عبرهُما
إلى القمرِ اللُّجيني البعيدِ
شجرٌ بعينيكِ
يوشوشُ سِرَّهُ
بمسامِعِ الموجِ اللعُوبِ
فينتَشي....
سحرُ الكمانِ يُصاحبُ الأشعارَ
والأوتارَ، والأسفارَ
والحُلمَ الجميلْ
والصبية َ المسترسلينَ
ـ بشاطيءٍ ما ـ
يعبثونَ برملِهِ
ويُرَشّقونَ زهورَهم
في كلِّ عودِ
جنّاتُ حُسْنٍ تجذبُ الأرواحَ جذباً
دونما وعْيٍ أذوبُ بحُسنِها
أنْهارُها الزرقاءُ تجري بالرُّبا
وكأنها المحبوبة المشتاقةُ
هامتْ لِلُقيا روحِها
فتأبطتْ نفسَ الوجودِ
قمرٌ بعينيكِ ينادي:
ها هنا يحلو الربيعْ
يا قلبُ : مَنْ يبتاعني عُمرَين
أو دهراً فأرحلُ فيهما
مَنْ يبيعْ   ؟
فأنا كما اعتادتِ
فريدٌ في ودادي
ـــــــــ
القاهرة ـ نوفمبر1994


آهِ لو تسمعينَ..!!

آهِ لو تسمعينَ ندائي
آهٍ يا أُمَّ قلبي وعفوَ السماءِ
كم زرعتُ حنيناً بأرضٍ بوارْ
وأنينَ الجروحِ بروحي
بُكاءٌ بغيرِ رجاءِ
كانَ عمري   شموساً
أضاءتْ نهارَ النهارْ
والفؤادُ بساطاً مديداً بغير انتهاءِ
والعيونُ تدورُ بغيرِ مدارْ
آهِ ما من مُجيبٍ أجابَ دعائي !
آهِ لو تسمعينَ بكائي
آهِ لو تسمعينْ !!
ــــــــــ
القاهرة/يناير1999

مــوت

أيا رُمَّانةً نبتتْ
بصحراءِِ الحياةِ، سَمَتْ،
تبسّمَ زهرُها للصّبرِ
ينصحُهُ بصبرٍ
أو مزيدٍ من تفاؤلِ
والمنونُ يدُبْ !!
ـــــ
القاهرة /يناير1999

بين يديها

أراني بين أشجارٍ تُزيّنُها الثمارُ،
وزهرِ حُبٍّ يبسُمُ....
وأطيارٍ تهيمُ وداعةً وتلطُّفا
تموجُ بشوقِها،
وتطوفُ فوقَ ملامحي
فتدنو،ثم تدنو...
ثم تعلو في الفضاءِ تعفُّفا
كأنَّ خيوطَها مربوطة في مُقلتي
وحسبما مالتْ شفاهي في الهوى
مالتْ عليّ لأقطُفا....
ويُمناها كجدولِ رِقّةٍ يعدو
يصُبُّ حنانَهُ في مهجتي..
وفي اليُسرى أمانٌ طمأنَ الروحَ
مضى عامٌ ولمْ ندرِ...
أقلبانا تُرى وهبا الوجودَ ربيعَهُ
أمْ أنّهُ طوعاً أجادَ عليهما
ليُنْصِفا....!؟
ــــــــــ
القاهرة/29/4/1997

ظُلمة

ظلٌّ وظِلْ
ظـلاّنِ في الظلْ
لا الضوءُ آتٍ في نهارهما
ولا ليلٌ يجيءُ
بهِِ ـ فقط ـ
نجمٌ يطُل
ــــــــ
القاهرة/8/1/2003

تقليبُ الماءِ الراكد

سنواتٍ مضتْ بي
أنازعُ فيها إلى الحبِّ قلبي وعقلي
حائراً.....
بين ماضٍ وآتٍ
بين موتٍ وبعثِ
حيثُ جُبنا الصِّبا في ضواحي الخيالْ
نشربُ الشايَ مُرّاً،
ونصنعُ من حُلمِنا ألفَ شمسِ
وكأنْ لنْ تصُدَّ الغيومُ طموحاً لنا
أو تردَّ النجومُ خيالاً بنا
حينَ تُمسي
فأرى شجرَ الوردِ يُثمِرُ دمعاً
ويحملُ أغصانَ شوكٍ ملوّنةً
ويطولُ كأشجارِ سروٍ
أُصيبتْ بمسِّ
والحياةُ بدتْ قمراً باسماً
ثمّ ناراً.....
حُلمُنا كانَ حُلماً بلا حدِّ
لم نرَ الأرضَ جذراً بلا مدِّ
وارتحلنا.....
ولم تزلِ الروحُ رياحُ بِشرٍ وعُرْسِ
فتُلملِمُنا صُحبةً في كتابٍ
لعالمِنا الآخرْ.....
ولنَصُنْ سِرَّنا حذراً
فالدُّنى فِتنةٌُ
إنْ أتاها بنا خبرٌ
قد ترى بعد موتٍ تُفرِّقُنا
دون حِرْصِ
سنواتٍ مضتْ بي
وما عاد صائباً البحثُ في الذكرياتِ
فتحريكُ شيءٍ بقاعِ الغديرِ
سيعني حياةً مُعكّرةً
هكذا فتّشَ النبتُ في الظُّلُماتِ
عن النورِ.....
ومدَّ يديهِ لأول خيطٍ رآه...
ــــــــ
القاهرة/15/5/1997

التفاحُ المر

وتَعِبتُ...
ودماءُ القدمينِ تسيرُ ورائي
وانتظرَ القلبُ حصيرةَ ظلٍّ
حتى جفَّ العُمْرْ
وتحجَّرَ في عيني الحُلْمْ
وفرحتُ...
حين أتتني الأيامُ تُغنِّي
لنعيمِ الصّبرْ
وأنا آدمُ لم أتعلّمْ
أنْ أرْفضَ هذا التُّفاحَ المُرْ
ــــــــــ
القاهرة/إبريل/2003

إصرار

هم قادمون كالجرادِ
يمتَطُون صَهوةَ الغرورِ والعَتَهْ
ويسْرِجُونَ الطائراتِ والجنودْ
في يدِ كلِّ مارِقٍ
خريطةٌ جديدةْ
للمُبعدينَ والحدودْ
هم قادمونَ كي نزيحَ
عن رءوسنا الترابْ
لكننا سوفَ نُغيّبُ الرءوسَ
في التُرابْ
وسوف نصنعُ الجسُورَ
من حديدٍ خانعٍ في دمِنا
أسمنتُها من أفخرِ الطَّحِينِ
من عظامِنا
لكي يمرّوا،
ويلوّثُ المجونُ، و النبيذُ
والدَّمُ المهروقُ
صفحةَ القناةْ......
القاهرة /16/7/2004

حــرقةٌ.....

قطعةُ جمرٍ في الأوردةِ
في الأنسجةِ
تسكُنُ في عينيّ
وتحت لساني
تحرقُ حُلمَ القلبِ
تستشري في كل كياني
قطعةُ جمرٍ صارَ الوطنُ
النابضُ في جنبي
هل كلُّ الأوطانِ جِمارٌ
تحرقُ أعشاشَ الأطيارِ...؟
فلمَ العيشُ إذاً..،..؟
ولماذا أنتم ...؟
ولماذا نحنُ ...؟
ولماذا الوطنُ...؟
ـــــــــــ
القاهرة /11/5/2002

هَمْسٌ

وهيأني المساءُ لك...
وهيأتُ المساءَ لطلعةِ البدرِ...
وهيأتُ الخيالاتِ،
وأوراقي،وأقلامي،وفرشاتي
لأرسمَ صورةً لكِ من خيالي
ولم تركِ العيونُ سوى
بأحلامِ المساءاتِ.....
فقط بيني وبينك هاتفٌ
منهُ يطلُّ على وجهُك ضاحكاً
وكأنما شفتاك يا همسَ الهوى عشُّ الهلالِ
تُرى تستشعرُ الأسلاكُ ثورةَ مهجتي
قد أشعلتْها ضحكةُ الشلالِ التي تسرِى
بآذاني المشوقاتِ
ترى تستشعرُ الأجواءُ من حولي
رعودَ الكهرباءِ تمرُّ في جسدي
تزلزلهُ عذوبةُ همسِكِ العاتي
فصوتُك جنةٌ
والحُورُ فيها هائماتٌ
منشداتٌ،رائحاتٌ،غادياتٌ
تعانقُ في الفضا بيضَ السحاباتِ
وكم رسمتْ يدي صورًا وما رسمتْ
وكم قطفتْ يدي ثمرًا وما قطفتْ
وكم طبعتْ شفاهي في الهوى قُبَلاً وما طبعتْ
وكم ضمّتْ عيوني من حبيبٍ في المساءِ
ويهجرُني إذا الصبحُ ارتقى الغيماتِ !
ويترُكني ألملمُ ما تبقّى من قصاصاتي
أكادُ أُُجَنْ.....
فهل تمشي خيالاتي على الأرضِ ؟
وهل صدقتْ نُبؤاتى؟
تُراهُ يعودُ قلبي من لظى أسفارِهِ
فوق الجوادِ وخلفَهُ ليلَى..؟
تُراهُ يعودُ فوق جوادِهِ ملقًى
جريحَ هوى الخيالاتِ..؟
أكادُ أجنْ....!!
فأيُّ الحورِ أنتِ..؟
وأيهنّ سيرسمُ القلبُ،
ومن منهنَّ يرسمُها لكِ العقلُ،
وهل تأتين يومًا صورةً لا غيرَها
تحيا خلودًا في مخيّلتي
وتد فيءُ بردَ ليلاتي !؟
فقلتِ: أراكَ بعد غدٍ
تسرُّ العينَ رؤياك َ
على أملٍ تجيءُ لزهرةٍ ظمأى
لماءِ الحبِّ يقطرُ من خلاياكَ
وهذِى بعضُ شاراتي:
بلونِ المرمرِ العاجيّ لونِي...
وشَعرِي من عِقالِ الشمسِ ينحدرُ
ولي عينانِ لامعتانِ رائقتانِ
مائلتانِ للبني في الفنجانِ
ولي شفتانِ كالياقوتِ وردًا بلَّهُ المطرُ
وبين أناملِي عودٌ من الريحانْ
وبعد العصرِ عند النهرِ تلقانِي
رأيتُك..يا لروعةِ ما رأيتُ
مواتًا كنتُ........
ثم بعثتْ
...........................
أتيتِ الآنَ..
ليتكِ ما أتيتِ،
ولا أنا للأيامِ جئتْ
فحبُّك أفقدَ العقلَ الصوابَ
وأنساني مقامرةَ السنينَ علىَّ
والعمرَ الذي أمسَى سرابًا حيثُ كنتْ...
ومُنهزمًا تركتُ قصائدي فوقَ النجيلِ،
وصورةً أبدعتُها لكِ من خيالي...
ثم عدتْ
فأنتِ "ديدمونةُ"قد أحبّتْ،
غرَّها هذا" العطيلُ" الكهلْ
أرادَ الحُبَّ من زمنٍ يقابِلُهُ بوجهِ الموتْ
وتخبرُني الهواتفُ عن سؤالِكِ...
لا أردْ   !!
دعوتُكِ للحياةِ أنا الذي
لم أنهل الحبّ/الحنينَ،
ولم أذقْ طعمَ الحياةِ,
وما فهمتُ من البدايةِ أنها كانتْ
مكالمةً خطأْ........!!
ـــــــــــــ
القاهرة-   21/6/2004

لا أحـــــــــد

أيُّ الخلائقِ استطاعَ العيشَ في عُزْلتِهِ
دونَ أليفٍ يستعينُهُ على وحدتهِ
إنْ هامَ شوقاً قلبُهُ هفا إلى نشْوَتِهِ
توحّدا في نبْضِها عِطْراً على ورْدتِهِ
وعيْنُهُ يرى بها ما غابَ عنْ مُقْلَتِهِ
ونورُهُ السَّنا الذي يلُوحُ من بسْمَتِهِ
إنْ ضمَّهُ ضمَّ الوجودَ الحُرَّ في ضمَّتِهَ
ما اكتفى حتى تقرَّ الروحُ في مُهْجَتِهِ
شهْدُهُما الرِّضابُ ذابَ الحُبُّ في نعْمَتِهِ
مِرْآتُهُ بها التقى جِسْمٌ على صُورَتِهِ
إنْ تعكسِ الضِّياءَ أطْلَتْ على حُلَّتِهِ
حُسْناً يخالُهُ الرَّبيعُ طَغى على فتْنَتِهِ
يزْرَعُ تُرْبَ الأرْضِ بهْجَةً على بهجتِهِ
حتى إذا صارتْ نعيماً قرَّ في جنَّتِهِ
الحُبُّ أفضى رِقَّةً في النَّفسِ من رِقَّتِهِ
لكِنَّما الأيامُ لاتُبْقي على صُحْبَتِهِ !!
ـــــــــــ
القاهرة /24/6/1997

نوباتُ الجنون

اذكُري يا شمسُ كم طُفْتِ بهذا الأفُقِ
لم تكُفِّي لحظةً عن الدورانِ
وبعثتِ الضَّوْءَ بُرْهاناً
فمحوتِ الغيمَ من شرقٍ لِشَرْقِ
وغسلْتِ الكونَ من تحتٍ لفوقِ
اذكري ليلاً بهيماً
كم تمادى في عِنادِهْ
ثُمّ يأتي كلَّ صُبْحٍ باكياً
طولَ سُهادِهْ
مُعْلِناً فرْحتَهُ عندَ حُلُلِ الغسَقِ !!
.......................
وكالذي يحيا يرى بعينهِ
كلَّ العيونْ؛
لكنَّهُ عن عينهِ يعمى......
كلَّ العيوبْ؛
لكنهُ عن عيبهِ يعمى...
يمضونَ في الصَّباحِ نحوَ الجامعةْ
وفي المساءِ يطلقونَ العلمَ موتاً جائعاً
لم يبقَ منهُ غيرَ ما يبقى لعالمٍ
أُصِيبتْ بالغرورِ نفْسُهُ
ماذا تُرى يبقى لهُ
سوى فقط إذلالِ نوباتِ الجنون !؟
ـــــــــــــ
القاهرة /25/9/1996

الماءُ العَكِر

في الطريقِ إلى التّحريرْ
أشْعثٌ أغبرٌ مُرْهقُ الهيئةِ
مالَ فوقَ الرَّصيفِ الحجرْ
كالذي ينتقي ناضِجاتِ الثّمرْ
مُطْعِماً فمَهُ – في نهمٍ –
من فُتاتٍ أُعِدَّتْ لأسرَى الطُّرُقْ
ربّنا.....
جُنَّ...أم حقُّهُ ما فعل..!؟
مسَّني : جيفةٌ في جرابِ المفاتنِ
مستورةٌ....
لا تُوارى المعاني
هيَ الصُّورةُ.....
هل ترى من خلافٍ بماءٍ عكِرْ
بين ما خِلْتَهُ بالنظيفِ وما خِلْتَهُ بالقذرْ ؟
في البطونِ بطونٌ
بحارٌ فواغِرْ
لتسوقَ البلايا ثياباً لشاعِرْ
أشْعثٌ،أغبرٌ،مرهقُ الهيئةِ
لا على الذُّل قادرْ
والجنونُ فنونٌ لأهلِ المفاخرْ
والطريقُ براحٌ/فضاءٌ
يسيرُ إلى التنويرْ.....
ـــــــــــــ
القاهرة/1992

تآلف

روحٌ لنا
قدِ اقتسمناها معاً
شِطرٌ بقلبي ردَّني من عدمِ
والثاني يا أُختاهُ
باتَ موجعاً منكِ الفؤادَ
ليتَهُ من عدمِ
لو أنَّ أُمّاً حملتنا مُرْضِعاً
تُلْقِمُ فينا ثدْيها من قِدَمِ
لأهملَ الناسُ كلينا مَوضِعاً
لم يسألوا
عن حالنا المُنْعدِمِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجرايدة - ديسمبر1991

فولوا وجهَكم عنّا

كأنَّ اللهَ أصبحَ عُنْصريَّ النزعةْ
فقط أعطى لأمريكا وإسرائي وحدهما
حقوقَ الجارِ والشُّفعةْ
ووحدُهما يُقِرَّانِ النعيمَ أو الجحيمَ
على كواكبِ شمسهِ التِّسعةْ
لمن شاءا...
وويلٌ للمُصلِّينَ الصلاةَ لغيرِ وجههما
هما الرَّبُ القديرُ
وربُّكمْ بِركابِ فضلهما أتى يسعى
وصارَ السَّعيُ والتِّطوافُ إجباراً
إلى عرفاتِ واشنطنْ...
إليهِ تُشَدُّ كلُّ رحالِنا
وصلاتُنا بمُقامِ"جورج" تسعةٌ فرضا
ونوافِلٌ ألفان قرباناً لوالدِهِ
ويبقى أنء تُصلِّيَ
في محبَّةِ "كندليزا" صائماً ركعةْ..
علينا أن نزورَ ضريحَ قتلاهم
أئمةِ عصرِنا،
ندعو لهم سبعةْ
كما نمشي حُفاةً،
بل عُراةً
في الطريقِ إلى مقابِرِهم
ويركبُ بعضُنا بعضا
ويسحبُ بعضُنا بعضا
يُقطِّعُ بعضُنا بعضا
ونهدي كلَّ كلبٍ شاهدٍ
من لحمِنا قطعةْ
كأنَّ بلادَنا دَينٌ،
علينا أنْ نُسدِّدَهُ
بترْكِ بلادِنا ضيعى....
كأنَّ بلادَنا ذنْبٌ،
علينا أنْ نُكفِّرَ عنهُ
بالإعدامِ ذبحا...ً دُفعةً دُفعةْ
كأنَّ بلادَنا إرْثٌ لأمريكا
تبقَّى عن ضحاياها الهنودُ مُفتقداً
وقد رجعَ...
كأنَ اللهَ أهداها شعوبَ الأرضِ قاطبةً
كقُطعانٍ منَ الأغنامِ
ليسَ لهم سوى التَّهجينِ والمرْعى...
غِنانا آفةٌ كُبرى
كسُمٍّ من فمِ "الكُبرا"
ببطنِ وليدةٍ جوعى
أتدْرونَ الغنيُّ يكونُ مَنْ فينا..؟
غنيُّ القومِ سيّدُهمْ،
وحاكمُهم ببندُقةٍ مُصَوَّبةٍ
على النيَّاتِ والأفهامِ
لاتُرَدُّ لِكفِّهِ صفعةْ..!!
غنيُّ القومِ يُبعِدُهُمْ عن الطُّوفانِ
ما لمْ يأتِ طوفانٌ
فإنْ هو جاءَ أغرقَهم بلا رجعةْ...!!
غنيُّ القومِ يجمعُ قوتَ أفقرِهِمْ
فُتاتاً في مخازِنِهِ
ويكرَهُ أنْ يرى في كَربِهم وُسعةْ..!!
غنيُّ القومِ يحلِبُ ما بأثداءِ النساءِ
لبيعهِ جافّاً
ولا يُبقي لطفلٍ بائسٍ رضعةْ...!!
غنيُّ القومِ يا أبتي رقيقُ الحسِّ
لنْ ينسى عبيدَ القومِ في الحبسِ...
إذا ما انفضَّ سامرهُ
سيُفرجُ عن شيوخِ القومِ والأطفالِ   والنِّسوةْ
ويأمرُ أنْ تُقامَ جَنازةٌ كُبرى لموتانا،
وأسرانا،وعِزَّتَنا،...
ويجعلُ صُبحَنا ليلاً وفي الأسبوعِ سبتينِ
ويُصدِرُ أمرَهُ بالشَّنقِ للجُمُعةْ..!!
شريعةُ مَنْ شريعتُكم
إذا كانت لكم شرْعةْ..!؟
تقوَّلتُم على اللهِ..
تطاولتُمْ على الناسِ..
ومَنْ يعلونَكم رِفعةْ..
فولّوا وجهَكُم عنّا
فإنّا لم نزلْ
تروي شقوقَ جلودِنا
لظى النيرانِ واللوعةْ
....فولّوا وجهَكم عنّا
ولّوا.......
ـــــــــــ
القاهرة /1/1/2004

خريف الأمومة

(إلى أمي التي ولدتني في سفينة نوح،
ففقدتني؛لكني لم أفقدها بعد..........)

من ظهره لبطنها
إمتاع وقتٍ والتذاذٍ
لحظةٌ تمضي،ويبقانا الندم
قدرَ الشقاءِ في لذائذ المحن.
في الصدر ِشوقٌ،وجراحٌ....
وزجاجٌ متصدَّعٌ بأنَّات ِالشجرْ
نخلٌ يميلُ عنوةً
ينهارُ....
يُرديه الحصارُ والقلقْ
منكسرٌ يا قمرَ المدينة الساحرة
المنكسرةْ
تطوفُ ـ كالعرجون ِـ موسوما
بنيران ِالحرورْ.
كي أغرسَ السكينَ في قلبكِ ضُمّيني،
ومكِّني يدي للحظةٍ أسبحُ فيكِ،
وأغوص في دمكْ
فأنزعُ الشرَّ،
أُمزِّقُ الألم
ماذا إذنْ.....؟
أمضي وأتركُ القلمْ...........!؟
لن أبكيَ الحريقَ طالما
يزودُ النايُ قلبي بالشجنْ
لم يكفني مرُّ المنابع ِالقديمة العطاءْ
جففتُ عينيَّ بمنديل الرضا...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة 1992

قفص العصافير

أيا سجون العصافير ِ
إنْ تعبتِ فطيري
عصفورُ جيلي عنيدٌ
لا ينحني كالأسير ِ
تغريدُ قلبي صليلٌ
أمّا الصّدى كالهجير ِ
أيُّ حديدٍ متينٍ هشٌّ
أمام زئيري
ما من حدودٍ أحالتْ بيني
وبين المطير
السجنُ قد يحتوي جسماً
ذهباً كالحور ِ
قد يُصبحُ السجنُ قصراً
مزيناً بالحرير ِ
لكنّهُ أبدا.............
ًلا يحتوي تفكيري
أنت السجينُ هنا
في هذا الفضاء الكبير ِ
فالطيرُ حرٌّ مُغنًّ
يطوفُ فوق البحور ِ
يعزفُ شعراً ونثراً
يشدو لحونَ العبير ِ
قد يجمحُ الذئبُ شراً
في قنص ِعنز ٍ صغير ِ
أيضاً تذلُّ ذئاباً
بنابِ سبع غرير ِ
والموتُ أكبرُ يودي،
يُفني،
فما من كبير ِ
شتاتنا من مناكم،
أو انحرافُ المسير ِ
فالصّيدُ سهلٌ منالاً
منعزلاً كالأسير ِ
ومرْشدٌ غافلٌ مثلُ قائدٍ ضرير ِ
كلاهما في الحمى ساقطٌ
سقوط البعير ِ
يُصبحُ للدودِ طعماً
ومطعماً للنسور ِ
فلنْ ننامَ سكارى
وخُضّعاً كالحمير ِ
فيا سجونَ العصافير ِ
إن تعبتِ فطير ِ
ـــــــــــــــــــــــ
الجرايدة 1990

القاهرةُ امرأةٌ خارجةٌ عن الطَّاعة

في وطن ِالعشق ِامرأةٌ
تعبثُ ليلَ نهار...
بقلوبِ النَّخل ِالصَّامدِ ضدَّ رياح ِ الأيام
لمْ تحْفلْ بجريح ٍ،أو بطريح ٍ
من صرعاها الأطهار
لا تتورعُ عن بيع ِمشاعرها...
وطيور قصائدها
تاجرةٌ سمسار....
راودتِ السوقة َوالدَّهماءَ
وغلَّقتِ الأبوابْ....
كئوس هواها ملأتْ من أفئدة بكر ٍ
نحصُدُ منها العُنَّابْ
امرأةٌ سقطتْ ما برأتْ
وتُقيمُ لأسبابِ تعلَّتِها الأسبابْ

امرأةٌ صيادْ
امرأةٌ جلاَّدْ
تقْتُلُ مَنْ يهواها عمداً بالمرْصادْ
في عزِّ الحبِّ أمامَ الأشهادْ
تخلِطُ كلَّ الأوراق ِ،
ولا شيءَ يُصانُ لديها
كلُّ الأشواق ِتُراقْ
قتلتْ "إخناتون"حبيباً عفَّاً ربَّانيّاً
ومضى يقضي فيها "هامانُ"قضاءً أزليّاً

تكشفُ عن ساقيها...
وتُلَوِّنُ خدَّيْها
وتُغيِّرُ تاريخَ الميلادِ
ومَوطِنَها الأصليَّ،....
وأسماءَ شوارِعِها العربية
حتَّى لهجتها وأغانيها
امرأةٌ بكرٌ رغمَ تجارِبِها الزوجيةْ
وتحمُّسِها للزيجاتِ العُرْفيَّةْ
لا سامحها الله،
ولا أنسانيها...
حتى تسعدَ عيني حين تراها
تحيا نفسَ حياتي
تسبحُ في وجْدٍ وحريق ...
أخذتْ أحلاميَ مَهراً وصَداقْ
واتَّخذَتْ غيريَ ـ علناً ـ مُهْراً ورفيق ...
....وقفَ النَّسرُ على نهديها...
يحرسُ فيها كلَّ موانيها
تُمْطرُ عيناها اللؤلؤَ،
تنثرهُ فوقَ ضريح ِالأشجار
تكسرُ كأسَ نبيذِ العين ِعلى الأزهار
امرأةٌ كزجاجة عطر ٍفاخرةٍ...
تبحثُ عمَّنْ يملأُها،
وبأيِّ ثمنْ

امرأةٌ جِنْ !!
كالزَّئبق ِليس لها في الحبِّ مدار
تشتاقُ لكلِّ العُشَّاق ِولا تشتاق
أجملُ ما رأتِ العينُ من الكذبِ الساطع ِ
في أزهار الصِّدق
تقسو حيناً وترِق
لا تقبلُ حبَّاً وحبيباً إلاّ الرِّق !!

امرأةٌ برجُ حمامٍ يتطلَّعُ نحوَ الشمس ِ
وبينَ سواعِدهِ هالاتٌ من نور ٍ
وطيورٌ تُحْرِمُ للحجِّ وتعتمِرُ
بُرْجٌ مرتفعٌ كجبال ِالثلج ِالفُلّيّ
تعطِّرُهُ أزهارُ الليمونْ
وحقولُ الأقماح ِحواليه تغني
ومروجُ السُّندُس ِوالزَّيتونْ
وصدى الإنشادِ يدورُ وينتشِرُ
وحمامُ حماها يطوفُ، يحمحمُ،
ثُمّ يصيرُ سحاباً وغماماً

يتتابعُ كالموج ِالمشتاق ِ
يردُّ الشاطئ لهفَتَهُ
بمزيدٍ من حبٍّ وحنانْ
يتغرَّبُ كيفَ يشاءُ
ثم يعودُ لأحضان حبيبتهِ ينصهِرُ...
.............
لكنَّ صقوراً تأتي
تنقرُ في عينيهِ الصّافيتين
ولم يتذكّرْ واحدُهمْ
أنّ حمامَ البرج ِحماهم ضعفاءَ
وأنّ البرج أمانٌ وسلامٌ
حين يطيرُ الشررُ
قلبٌ مُتَّسِعٌ للأُمراءِ...
وللفقراءِ....
وللغُرباءِ...
ولأبناءِ الوادي الأخضر ِ
ظافرةٌ قاهرةٌ !!
هي أحياناً "كليوباترا"
أحياناً "شجرُ الدُّر"
مازالتْ زاهدةٌ متصوِّفةٌ...
يتوضَّأُ في دمِها ويُصلي الأزهرُ
تتعبَّدُ واقفةً في وسطِ الدُّنيا
رافعةً لله ذراعيها تبتهلُ
امرأةٌ شلالٌ من موسيقى
يعزفُها القمرُ....

لكنْ... يا امرأتي:
لن يفلحَ بيتُ الطّاعةِ
في جلْبِ فؤادَكِ بالإكراه...!!
لن يجعل سجّاناً يطلقُ أسراه...!!

يا امرأتي ضميني
لو حتى للحرس ِالخاصْ
فأنا لي قلبٌ كجميع ِ الناسْ
يغمُرُهُ الحُبُّ ...
ويجلِدُهُ الإحساسْ
وأنا ما عدتُ غريباً في قصر السلطانْ

يا امرأتي ضمّيني
كي ننجبَ أطفالاً مبروكين
وأبناءَ حلال ٍ
يجمعُهُمْ طبقً واحدْ
وكتابٌ واحدْ
هو للملك ِأساسْ
هو للحكم ِأساسْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة 7 من ربيع الأول 1424 هـ
8 من مايو 2003 م


الريحُ والحصارُ والثيران

الريحُ ساقيةُ الهواءِ
تدورُ فينا كلما ثارتْ بها ثيرانُها
وتُظلُّنا غربانُها
والبومُ حُرَّاسُ المدينةِ
حاصروا سكَّانَها
والشمسُ نائمةٌ بكهفِ الغيبِ
طالَ صراخُها
ومدينتي اعتادَ الهلالُ بجوِها
صمتَ القبورْ

في الحصارِ....
شجرٌ يغسلهُ دمعُ السماءِ المتقطِّرُ
قطراتٌ زلقتْ فوقَ انحداراتِ الأسى
المحرومةِ الماءْ
والوريقاتُ تموتْ
قطراتٌ تتدلَّى للمواتِ
الماثلينَ نُكِّسَتْ أعضاؤهمْ
يستقبلونَ الأرضَ انكساراً....
والوجودُ المترامي راحَ يشكو
فالحصارُ امتدَّ...
وامتدَّ بلا حدِّ..
بساحة حلبةِ المتصارعينَ عقاربٌ وذئابُ
تكالبتِ السمومُ تؤاذِرُ القلبَ المصارعَ حتْفَهُ،
خروجُكَ من جلودِ الخوفِ
لا يأتيكَ عن خوفٍ
خروجهمُ كراماً من حصارِ الموتِ،
أو لطمِ الرياحِ
هوَ اصطراعُ الثيرانْ
ــــــــــــــ
الجرايدة 1991


ورقة من دفتر الغربة

أهيلوا عليَّ السحابَ
وقولوا :دفنَّا الغريبَ بحضنِ الغمامِ
وقولوا لها:كلما حلَّ ليلٌ وبدرٌ
ترينَ الغريبَ يقولُ القصائدَ
بين النجومِ
وعند الشروقِ يغني الحقولَ
أغاني الحياةْ
ترينَ حمامِ القصائدِ
حول المُقامِ حزيناً
بطيئاً يروحُ......
جريحاً يجيءُ.......
ويهدِلُ في الأفقِ
سفرَ الفؤادِ الغريبِ
ويقطرُ من مقلتيه الندى
كاللآليء فوق الغصونِِ
ترينَ الجروحَ ترقِّصُني في الجحيمِ
حجازاً..،
بياتي،
وسيكا
صبا...
آهِ لو تنظريني
بياضاً يئنُّ نشيطاً
على الموقدِ
ــــــــــــــ
القاهرة 15/6/2004

تم بحمد الله وتوفيقه


القاهرة 10 من المحرم 1431هـ ،   27 من ديسمبر 2009م
الشاعر المصري / السيد جلال
15شارع علي رابح /مدينة الفردوس /الأميرية /القاهرة
0126082942/0117232467
الأرضي 024528567
[email protected]
مدونة شخصية
http://ozoreesmoslim.jeeran.com/
صفحتي بموسوعة الشعراء
http://arabicpoems.com/home/poet_page/3437.html?ptid=1

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد