لماذا تداهمني أسراب عينيكِ
عندما أكون في المحطة وحيدًا..
فتدفعني للتحليق عاليًا ...
ثم أتكئ على زاوية من زوايا روحي
وأهمس لما تبقى من زفراتي: (ها قد أتتْ)
وبعد.... لم تأتِ
تتناثر النجوم حطامًا على ركبتيكِ..
وأوارى في غابات خيالي؛ مبتعدًا عن نور لقائكِ
فتصير الكتابة أبواباً مقفلة، وقامة الأقلام محنية
الشوارع تمضي حزينة بعد سحب خطاكِ..
كيما تطلب من البيوت الساخرة آية أخرى لحضورك..
وبعد.... لم تأتِ !
هو موعد أول..
قال: إنه سوف يجمعنا
وسوف يجعلني أحتل وجهك مباشرة
دون عناء المحاولة..
لأني أحتاج إلى عرس آخر أحتفل فيه بحرية...
منتقمًا من طفولتي التي حجبت الأعراس عني
لا تدعيني أغادركِ يا امرأة..
وبعد... لم تأتِ !
للمغادرة ريح حزن وبقايا بشر.
أنا أنوي احتلالك..
فلا تبدئي الاحتلال بسلام ...
أعرف أني لن أستطيع وصف لقاء
فيه إعلان لموت الأشواق..
وبدايات أخرى للفراق..
وبعد... لم تأتِ!
وأرى خيال طاغور لابسًا قصائده يباركني..
تمسح كلماته وجهي.
أتساءل هل ستسكب عيناك نورهُما في عيني؟؟؟
يستدرجني في الكلام نيرون ليحرق انتظاري
أتساءل هل ستحرقكِ نظراتي المجبولة بقلبي...
وبعد .... لم تأتِ
ماذا لو أتيتِ يا غالية...
أحقا ستأتين؟؟؟
أظن أنني لن أفعل شيئًا..
سوى أن الزمن...
سيتوقف ليلقي عليكِ التحية؛ فتمضين معه.
وتتركين عمري حاملاً على أكتافه نعشي.
وأنت كمصباح لا يبصر..
فقط تنيرين الطريق.
الآن... أدركت أن هناك شيئًا ما
أشد سوادًا من اللون الأسود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ