جسدي النور وعنواني التراب
                                                        *عبد الكريم عبد الرحيم
لي طريقٌ لولوج الجنة الآنَ طويلُ
شجر الروح علا صفصافَه الأخضرَ
وازدان النخيلُ
أنا بالعشقِ مريدٌ
ودمي الحبُّ
فهلْ يدفئ أضلاعي الوصول ؟
ومرايانا لهاث الدمع بالعينينِ
يجلوها الهطولُ
لي طريقٌ
زاره قبلي فتىً في زحمة النورِ
نحيل ُ
لو توكَّأتُ عليهِ*
لابتدا العمر الجميلُ
يتهادى فوق جمر الشوقِ
ما طالَ السبيلُ
فجره حبر زمانٍ
عبر فخّار الأساطيرِ
كأحلامي يسيلُ
يكتب الأرضَ
الحجارَ
البابَ
والأمسَ
ويعلوه الذهولُ
لي طريقٌ
ليس فيه ـ رغم ليل التيهِ ـ
في التيه رحيلُ
هو شمس الخلقِ
إنْ تاهَ
ففي القلبِ الدليلُ
هوَ في الشعرِ حكاياتُ وجودٍ
فلمَنْ تزهرُ في المعنى الحقولُ ؟
أممٌ كالرملِ غابتْ
أممٌ شتّى
        رموزٌ
                وفلولُ
لي طريقٌ وسماءٌ
وحجارٌ تذكرُ اللهَ على الأبوابِ
لي نبعٌ رسولُ
أحملُ القدسَ على خشْبة روحي
شاهداً . .
أنَّ براقاً صعد الصخرةَ
فاشتدَّ الصهيلُ
أنا كرماكِ
على دفتر أيامكِ أشدو
تتقرّى ومضَ أفكاري الطلولُ
مثلما الصلحُ مع اللهِ
رياضٌ تُصْطَفى فيها العقولُ
هي أفراحُ ولاداتٍ
وأفراحُ دلالاتٍ
على ضفةِ مغناها نقولُ
وعذاباتٌ على " جيحونَ "
                    و القدسِ
فهل يضحكُ في الموتِ القتيلُ ؟!
وديارٌ تُهدَم الآنَ
عدوٌّ في خلايانا   يصولُ
وأنا أنتِ . .
جراحٌ
وطئ الدهرُ
فأعياهُ العويلُ
وأنا أنتِ . .
نهاراتٌ على قبة الأقصى
فصولُ
قصص تبكي  
ضحايا
أمم تذبلُ
أسماءٌ تزولُ
وكلامٌ من فضاءاتِ المنايا
مثلما فاض دماٌ
دمعاً يقولُ
فأنا أنتِ . .
كثيرُ العشقِ ـ يا قدسُ ـ
على النطعِ قليلُ
وأنا أنتِ . .
مواليد بقاءٍ
وسلامُ الأرضِ
جذرٌ وأصولُ
جسدي النورُ
وعنواني ترابٌ
ورمادي المستحيلُ
حينما الغاباتُ تمتدُّ
أرى خضرةَ سعفي
و المسافاتُ تزولُ
لم توزعْني رياحٌ
ها أنا قربكِ   مفتونٌ جميل
كرز الحلمِ عصافيري التي تأوي إلى إسمي
فهل ترقدُ في إسمي السهولُ ؟!
مشتهىً فيها انتمائي
حينما كفٌ من الرحمة
تدنو من جبيني
ويغطيني الندى حيث أميلُ  
                                *   بشار بن برد : إنّ في برديَّ جسماً ناحلاً  
                                                  لو توكأتِ عليه لانهدمْ