للشاعر
محمد غيث
جائرة هي الأيام
عندما نبكي عليها وننتحب
وفي النهاية تسلبنا
كل شيء
روحنا, عزمنا, وإرادتنا
حتى الدموع
لم هذه القسوة ؟؟ ….
ألأننا ضعفاء ؟؟
أم لأن وجه الشمس
ساطع …..
على الغرباء
ما كنا لنصحو
ولن نصحو إلا برنين منبه
وضعه أبي على الطاولة بجانب رأسي
حينما ودعني ونام نومته الأخيرة
ومات إذ خرج من رحم الأيام
منتشياً مسروراً
هكذا نحن
مجانين عشنا
ونيام ٌ أصبحنا
كمومياوات لفها التاريخ
بلفافات بيضاء
لا تحمل معنى الكراهية
ولا حتى الحب
أجدنا اللعبة جيداً
حتى غلبنا أعتى الأعداء
لعبة المراوغة والهروب
وفي النهاية فإن صانع اللعبة
يعرف كيف يتعامل مع البلهاء
ألم ننضج بعد ؟؟
ألم نصحو بعد ؟؟
لم تعد قيمة الحياة معنا مجدية
فالموت مثل الحياة
يضفي على الوجود السكون
نرى الأشلاء قطع حلوى
وسكاكر لذيذة حمراء
نلهو بصورها كما يحلو لنا
والأطلال نراها أغنية
يغنيها حراسنا الأمناء
بجانب التوابيت
حتى لا تهرب أحلامنا الوردية
ويتسرب إلينا
رنين المنبه الذي وضعه
أبي فوق الطاولة بجانب رأسي
ونصحو بغتة وتئن في أذننا
الربابة وتصدح في
قلوبنا …. أعاصير ورياح
جاءت بالسحابة
سحابة عشق الموت السرمدي
فقطع الرؤوس الخائنة
يسمى ( جباية )
يا أيها المتفنن في زينة الموتى
ارم الوجود بحقيقة زهدك
فالحياة كهف الوشاية والضلال
كما الفتن تقتل أصحابها
والغواية
ولكن مهلا ….. مهلا ….
رويدك يا أخي …..
فإن الفجر لم يبزغ
ورنين المنبه أصابه الملل
حين نباحه…
أسدل الستار وانصرف
فالظلام يكاد يكون النهاية….
|