أي جنة َالله التي رحُبتْ
حملت عظامي مضغةً في الدم ِ
الحب أصل الكون ِمن عِظم ٍِ
والعيشُ دون الحبِ كالحمم ِ
فالحبُ أنت ِ،والنعيمُ بك ِ
لولاك ِلم نعرفْهُ من قِدم ِ
ما كانت الأحياءُ تعرفه
واليبسُ يحكي قصة َ العدم ِ
أي جنة الله
التي ملأتْ جنانَ الأرض ِحباً
مزهرًا بحنانها
فتبارك الرحمانُ أودعها سكينة ً
فقرّ النورُ في تكوينها
هي"أم إسماعيل"،
والصحراء تلفحها
وزاد الحرُّ من إيمانها
قالت له :ما الله يرضى
أن يضيعَنا،
وقد أمر الخليلَ بسكنها
هي "أم موسى"
لم تنمْ عينٌ لها
حتى ينامَ الطفلُ في أجفانها
هي "أم عيسى"
"مريمُ"العذراءُ ،
ما وهنتْ....
ولا ضاقتْ بحمل جنينها..!!
أي جنة َ العدنان َ
في أكوانه :
الدمعُ يوماً قد يثورْ
من أجلي،أو مني جرى
فلتصفحي قبل اللقاءْ
لله أرفعُ كفَّ ذنبي
نادما ًأرجوهُ،
والدنيا سجودْ
فردوسُ أنت ِ،
بعدك الدنيا قفورْ
لا حب..
لا كرم..
ولا جود لجود..
لم تعبث ِالأيامُ بي
إلا ببعدي عن رحابكْ
لم أرضع الآهات ِ
والأحزانَ إلا في غيابكْ
جُرّعتها يا واحتي
وظمئتُ شهدا من شرابكْ
أُمّاهُ جئتك ِلائذاً
كي تحتويني في ثيابكْ
فلتمنحيني جنة ً
أو دثريني من ترابكْ
أُمّاهُ........،
يا نورَ الهداية ِفي الدروبْ
الظلُّ أنت ِللوجودْ
الله علّمك ِالعطاءْ
شمسٌ تفيضُ على القلوبْ
فالنبعُ أنت ِوالنماءْ
.....................
يبلى بقاءُ العالم ِ
بثياب موت ٍمظلم ِ
الكلُّ يظلمُ دائماً
إلاك ِأنت ِترحمي
فالحبُ يبقى ما بقيتِ في الدنى
اللينُ في الوقت العصيبْ...
...............................!!
ـــــــــــــــــــــــــــ
الجيزة - 1992