تبسم الكون، وازدانت به لمم *** واستقبل الطير صداحا له نغم وعاودت كائنات الأرض هاتفة *** يحيا المليك، ومنه الفضل والنعم دانت له من عظيم الشأن منزلة *** تقرها صفوة الأخلاق والهمم ما كان إلا بدرب الحق تشغله *** عرب الصدارة، والإسلام، والرحم ويحمل الهم مكدودا إذا استعـرت *** بين الأحبة نار ما بها شمم ذاك الذي أوهب الساعين مقـدرة *** على التصافي، فكان البر والعظم ذاك الذي حطم البضغاء بينهــم *** منه الرجاء، ومنه الخير والكـرم أوفى الحبيب لدين الله معلمة *** حين التصدى، وحيث القدس تنقســـم لبى نداء، وقاد المسليمين ليـوم *** ينضح الآفة حقا، ويعتصم لا تعجبوا إخوتي من قدره شرفـا *** فالقول عنده إلهام، ومنتظم يصارع القهر مدفوعا بعدتـه *** والعرب في محن مذ بانت القســم إذا المروءة قد ضلت مرابعهــا *** ضاءت بظل له إذهالها الظلم وإن يجد في خيار الناس مرحمـة *** يمدد يدين لها، حيث الورى نهم وإن يغث نائحات العرب من صلــف *** يلقينه منقذا، يسخى ويلتزم يلقينه في جفاء الأرض منعطفـا *** يذوذ عنهن ضيما، كان يلتهم ما أحوج العرب، والإسلام في حرج *** أن يقتفوا ظله عونا ويرتسمـوا هيهات لو جادت الدنيا به شبها *** في شرقنا، لاستبان النصر والقيم ما أسعد المرء أن يحيا بعزته *** بدرا يضيء الملا، إن سادت العتم يا من رأى الحسن الثاني ميتا *** لهاله الأمر واستهوته آلام