مدخل:: تنبجس زهورنا ، دوما من قاع الصمت وتعلو فوق الجرح لترقد في عرش المجد . تخرج في ربيعها من خريفنا الدامي ؛ لتزهر فوق القمة وتحولها – رغم الثلج – ربيعا للنوار المقبل. لزهرة الشاطيءِ التي خرجت باثني عشر ربيعا من خريفنا الصحراوي الدامي أهدي قصيدتي ، ولكل المنبجسين من قاع الصمت... (القصيدة) *** لســت أبـكـــي مــثـل عاشــق..إنـما دمــعـــي مهــارقْ إنــمــا أبــكـي لأنِّـــي شــاعـــرٌ ذاقَ الــحَـــرَائـــقْ فانتـحـى يـبـكــي قــصــيــدا مــن صـمــيم القلب حـارقْ كفـنــوهـــا واحـمـلوهـا فـوق أشــطـــانِ الـبــيـــارقْ وارفـــعــوهـا كــــي يــــروهــا عاليـا فـوقَ العَواتِـقْ ولتــغــــذوا الســيـر نحو الـمـجــدِ هيَّـا ... بالفيالـقْ وانقـشــــوهـــــا يـا رفــاقي فــي جـبـين المجد بارقْ وازرعـــوها فــي الــبــراري زهــــرَ عـــزٍّ وشــقــائــقْ واكتــبــوهــا ســــطـــر دمٍّ فــــي دواويــنِ الخَـــوارقْ كفِّـنــوها وسِّــــدوهــــا نـحـــن جـــئــنــا فـي تسابق كـــي نـراها زهــــرة مـنـــهــا سيــأتــي الورد سامــقْ كـي نُـرَوِّي جــــذْرهــــا هــــذي دمــانــا والمــرافــقْ فاحـــضـــــنــيـهـا يا بــلادي عــانـقـــيـها مـثل عاشـقْ واحـــرسيـــهـــا للنَّمـــاءِ زهــــرةً جــاءتْ تُــعـــَانــقْ كـيــَّمـــــا تـــــأتـي إلـينـا بعـــدَ أزْمـانٍ لــواحـــقْ فـــي زهـــورٍ لا تــــمـــــوت مــــن ريــاح أو مـــواحــقْ نــامــــيــاتٍ فــــــي الأعــــالــي لا تُــدانـيها الطوابقْ زهـــرةُ الشّـــَاطِي الحــزينِ دمـعـةُ البــحـــرِ المــفـارق سوف يبكي البحـــر دومــــا مـثــلــمــا تبــكي اللقالــقْ دمـع صــمــتٍ وانكـســـــارٍ فـي بكــــــاء لا يفـــــارق حينــمـا تمــضـــــي هــنـــاءٌ بــَعْـــدما تأتي الزوارقْ ســـوف يــحـــــكــي البحـــر عــنهــا كلَّ يوم للزنابقْ ويـنــاجـــي الرِّيـحَ سِـــرّا فـي صبـــابــاتٍ كـــوامـــقْ هــــل تــوافــينـــي غُـــروبــا مــثـل أيامي السوابقْ ؟! فـــي ســفـــيـــنٍ لـلأمـــانِـي بالثـــوانـي والدَّقَــائقْ أم ستـــــمــضـــي؟ أم تـــلاشــت فــي متاهات الطرائق؟! انظــــروا.. هــــــذي هنـاءٌ قـــد تـبــدت في المشارقْ شمسً نصـرٍ وضــيـاءً ألهــبـــتْ فــيــنــــا الخـــوافـــقْ أشــعـــلــت فــيــنا دمــانـا فــي الشَّـراييـنِ الدوافـقْ وانبـــرتْ نــحــــْـوَ الأعـــادي فـــي شـــواظ وحـرائـــقْ تــصــــهـــرُ الــبـــَاغــيـنَ صهْـرا فـي براكين المناطــقْ تــشــعــــلُ الأهـــــوالَ فــيـــهـم فـي أتاتينِ المحارقْ وتضـــيءُ الـنـــّـــَصـــر فـينـا مع أزاهيرِ الـخـــنــادقْ طفلتي نامـــي هــنـــيــئـــا واطــمــئـنـي الـدَّمُّ عـابقْ ضوعُ مسكٍ في بــلادي قــد أحـــال الـزهــــــر نـــاطـــق مـــن أريــــجٍ لا يــُـبـــارى فــي البــراري والحدائــقْ قــــدْ أَتـــانـــا مــــنْ دِمــــاء فــي عروق لا تنافــقْ لــمْ يشُـبْها بـعـدُ حــــقـدٌ ناصـــعـــاتٍ كالمُــهـــارقْ خــــُطَّ فـــيـــــها ســـطــــرُ حــبٍّ بالأمانـي والتـصادقْ طفلتـي، هيَّا فطيري وامــــرحــــي حـــول النـــمـــارقْ فـــي جـــنـــــانٍ مــــا رأَتْـــهـــا عينُ هاتيكَ الخلائقْ من ديوان صهيل الروح للشاعر ( أ ) خضر محمد أبو جحجوح
