في عتمة الليل
الطويل
وفى بين الشوارع
والأزقة
والحواري
هجم
المعتدون
حطموا
الأبواب
بعثروا
الأوراق
جعلوا من بنادقهم
سجون
فتشوا
عن رجل
يقولون
انه
مجهول
وهناك في
الغرف والصالات
وعلى الحيطان
وفى الطرقات
أوقفوه
وضعوا
على عينيه
عصابات
شدوا الوثاق
ربطوا الفم
بالكمامات
غطوا الرأس
كتموا الأنفاس
ظنوا انه مات
صمت يلف
المكان
دموع
فرح
أحزان
أم تبكى
أطفال يصرخون
يقولون
أين
المنون
يا الله
أب ينادى
ودمع في العيون
لماذا؟ لماذا؟
اخذوا ابني
اخذوا
منى أجمل
ذكرى
أعذب
قصة
أحياها
أين ذهبوا؟
بكاء
عويل
صراخ
المصير
فلتسقط يا غصن
الزيتون
وليسقط
علم
الأنذال
هناك ضربوه
وعلى النقالة
وضعوه
وفى السيارة
أخرجوه
من وسط
الحارة
إلى الزنزانة
إلى
ظلام السجن
ومن بين
القضبان
لا شمس
هناك
لا نور
لا ماء
لا هواء
لا حياة
الم وشقاء
وحرمان
وقسوة
الأيام
خلعوا الثياب
أهانوا قدسية
الإنسان
والبرد
القارس
يدوى في المكان
وأمواج
البحر
تتهافت
مثل
الطوفان
في
انتظار
الموت
وضعوه
على كرسي
التحقيق
وبدؤوا
في التعذيب
فسالت
انهر
ودماء
لا حبل للنجاة
هناك
سوى
رحمه الإله
اعترف
أيها الأسير
يومان
تكفى
أم ساعتان
أم سنتان
في سبيل الأوطان
فنجان
قهوة
وتلفاز
ورجل ذو ملامح
غربية
طويل الهامة
ومن تحت
الستار
يتسلل كالثعبان
وبحر
من الدموع
في كبرياء
وخشوع
نهاية إنسان
عدم الرغبة
في الركوع
وحقيقة
الإيمان
في القران
والصلاة
عند سماع
الآذان
ممنوع توقف
أنت الجان
ما أجبنك
يا سجان.
**********************************************