إني أعيش هنا ،
وهذا منزلي فلتدخليهْ
وتشجعي عند اقترابك منه..
حتى تألفيهْ
هل تسمعين نباح كلبٍ هائجٍ؟
..لاترهبيهْ،
تجدين باب البيت مفتوحاً فلا..
..لاتطرقيهْ،
ولتدخلي للبيت هادئةً..
لكي لاتزعجي شيطانه أو تقلقيهْ،
ولتحذري أن تضحكي في البيت ..
أو أن تشعلي الأنوار فيهْ،
سترين شيخاً في الحديد مقيداً..
لاتُطلقيهْ،
سترين فأراً
نائماً في حجرتي…
لاتزعجيهْ ،
وإذا أفاق فَقَدِّمي كُتُبي إليه وأطعميهْ،
سترين صرصوراً على السِجَّادِ
يمشي متعباً..لا تقتليهْ،
فجحافل الحشرات تحيا للشقاء بمنزلي
وتموت فيهْ،
تحيا بلا هدفٍ وتحمل فوق عاتقها..
من الآلام ..ما لاتدركيهْ،
.........................
في الجانب (المسكون) من بيتي..
هناك السُّلَّمُ المصنوع من كذبٍ..
ليمسخُ صاعديهْ،
السُّلَّمُ الوهمي محروسٌ
فلا تتقدمي كي تصعديهْ،
مثلي ومثلك ..
غيرُ مسموح ٍ لنا أن نرتقيهْ،
فالطابق العلوي تحرسه كلاب الجن
والشيطان يجمع فيه كل معاونيهْ،
في الغرفة القصوى
ترين كتاب أوجاعي..
فلا تترددي ولتقرئيهْ،
لا تجلسي في المقعد الخشبي
في أقصى الجنون ..
لأنني سأنام فيهْ،
لاتُكثري التدقيق في الطرقات والجدران
في بيتي..
فبيتي مرعبٌ ..
والبوم والأشباح فيهْ،
عندي سريرٌ..
يكره النوم وأحلام الهوى من يعتليهْ،
عندي غرابٌ..يتقن الشدو
يغني للبهائم لَحْنَهُ ..
فَتُدِرُّ لي لبناً يُحَطِّمُ شَارِبِيهْ،
ولَدَيَّ أُستاذ يهوديٌ
يعلمني أصول الفقه !!
لاتستغربي هذا ولا تستنكريهْ،
بيتي مليء بالخرافات
مليءٌ بالمآسي..فيه ما لن تفهميهْ،
...........................
هذا هو البيت الذي لم تعرفيهْ،
هذا هو العُشُّ الذي قلتِ مراراً:
كم أَوَدُّ العيش فيهْ!!
هذا هو القبر
الذي يتثائب الموتى بداخله
ويخشاه الجحيم ويَتَّقِيهْ،
أرجوك – سلمى –
لا تقولي أن بيتي رائعٌ
لا تعشقيهْ،
لا تطلبي أن تسكني في البيت..
لا لن تسكنيهْ،
أنا لاأريدك أن تكوني
تحفةً في البيت .. تغري زائريهْ،
أنا لاأريدك أن تكوني دودةً
تحيا على الفضلات
في بيتٍ يُسَيِّرُهُ الذُّبَابُ ويعتليهْ،
أرجوك – سلمى –
إسكني قلبي ...
