فتى الدهر لا تحزن على عاصف الدهر
فذا الدهر من عسر ٍ تراه و من يسر
تحملت ما يمضى فكن للذى أتى
صبورا و لا تشمت حقودا على الصبر
ستمضى الليالى حلوها و مريـرها
فمن حلوها خذ ما يعينك فى المـُرّ
تداينت من دهرى ديون شقاوتى
و أقسى ديون المرء من دائن الدهر
و آلـيـتُ لا أقضى بدين ٍ جريرة ٍ
و ما عيشتى رغد ، و لا كنت ذا غدر
و أفنيت أيــامى و لست بنادم ٍ
على آجل ٍ قاس ٍ و لا عاجل ٍ يغرى
و من يذكر الأمس القريب يجد لنا
ليالى لا تُنسى من الجدّ و الفخر
و كنت قديما لا ألين فها أنا
أميرٌ على قلبى شديد ٌ على أمرى
و قد كنت ذا ستر ، أسيَر َ مهابةٍ
فهذا فؤادى قد قددت ُ من الصخر
و ذا البدر لو يشكو الظلام بجنبه
فإن ضيائى ظالم شكوة الـبــدر
و ذا الورد لو ينمو من الطين زهره
فإن سمائى لا ترى طينة الزهر
و ليس بضار الشمس حجب سحابة
فليس لشمس أن تضار بذى الضر
أنا الشاعر القاضى و شعرى حاكم
و فى الشعر ما يقضى على حادث الدهر