للشاعر
فوزي بيترو
بالرصاص نُنْشِدْ
لي قلمٌ بالرصاص دوماً ينبضُ
كَتَبَ حروفا ... فَتَبَدَّتْ كوميضِ برقٍ
يُدَوِّي بِسَمَانا ويُرْعِدُ
كَتَبْتُ به على ورق البرْدى
والنيلُ بطَوَفانِهِ يُهَلِّلُ للباري ويُنْشدُ
كَتَبْتُ لدجلة والفرات
وللكلب ..... ولبَرَدى كَتَبْتُ
كتبتُ في زمنٍ عَزَّ فيه الصحاب
المُغيثُ فيهم والمُنْجِدُ
يلهثون وراء صكوك غفران
غَدا عاطيها ... من نشوة النصر ربَّاً يُعْبَدُ
كَتَبْتُ عن السَبْيِ ونحنُ بِهِ
هذا زمن الزور والبهتان
المارِقُ فيهِ , هو القاضي والجَلاّدُ والحَكَمُ
كَتَبْتُ , بقلمي الرصاصيِّ
والكلُّ بممحاتهِ من حولي يَتَرَصَّدُ
كَتَبْتُ للدّنَّان , أنْ إعتق إمريء القيسَ
وكَتَبْتُ لعبلى , هذا عنترة
ما بالهُ عابساً
ويكتسي العار سيفهُ والسَّقَمُ
كَتَبْتُ عن الموتِ وعن الحياة
وعن صبيٍ وفتاة
وعن مهرٍ لها يرفَعُ الجِباه
كَتَبْتُ عن المسيح وصلبِهِ
وعن محمدٍ
وعن طفلٍ والحجارة بكفه
كالدعامة لنا , والسَّنَدُ
كَتبْتُ لدير ياسين ... ولصبرا وجنين
كَتبْتُ كالمجانين
كَتَبْتُ وكَتَبْتُ وكَتَبْتُ
كناسكٍ بمحرابه يَتَعَبَّدُ
سَجَدْتُ لِرَبِّي بِكُلِّ إيمان
وصُمْتُ
أرنو بعيني الفردوس ورضوان حارسهُ
فإذ بالكفر في بيدائي رابضٌ يَتَّقِدُ
لبيك يا واهب الجنة من عدم
وخاذلا لذوي الاصنام ما عبدوا
قلمي ... إن كَبَّلَتْكَ قيودٌ
واسْتَبَدَّ بك النوى
أقِمْ اليوم ها هنا
فأنت الفخار لنا ... حرٌ كُنتَ أم مُقيَّدُ
بألوانِ قوس قُزحٍ أكتبْ
اكتب للكهل الذي ترجل عن ظهر حصانه وهوى
ولفتىً مرفوع الهامة أمرد
أكتب ... وما نَفْع الكلام
فوالله ...
لا يفُلُّ الحديد إلا الحديد
وما من أنشودة حررت وطناً
إلاّ وفتاها
فدائها يستشهدُ
2\10\2002
الأمرد : الغلام الذي لم تنبت لحيته بعد
|