هُنا أوْ هُناك بيْن نَهْريْن أوْ في جَناحِ فَراشَة أوْ عَلى كَفّ عفْرِيت أوْ وسطَ شُهودِ بنِي قَيْنُقاع لا نعْرِفُ كمْ يدُومُ الْغِناءُ منْبوراً منْ حنْجَرتِها ـ راعِيةِ الأَشْواق،الْغريبَةِ ووَرِيثَة الأَمْطارِ عامِ الْجُوع في نوْمِها الّذي تَرِفّ حوْلَهُ الأَقْواسُ ،ويرْعاهُ صَفيرُ الْقَصَب إِنْ كانَ يمُرُّ بِها ،في جَوْقةِ الْجِناس ،الْمُتنبّي إلى ما تُحِبّ مِنْ صيْد . ترْمي بالنّرْد في الأَقْدام الّتي تعْزِفُها وتفْدي الضّفائِر بعِطْرٍ عَظيمْ مهْما سبختْ في رَماد وَ اكْفَهرّ الْوَعْدُ في يديْنْ: "يضْحكُ الْحجّاجُ منّي :طِبْتِ نفْساً .والشُّعوبيّون مرْضى بالْملَارْيا يغْرِمونَ الْبَرْد بِي.و إلَيّ هولاكُو يُمنّي النّارَ لوْ أَذْكتْ عليّ الأَخْشبيْن . نظَرْتُ حوْلي أسْأَلُ الأَيْتامَ إِنْ غَرفوا دَمي بَرْدانَ كَيْلا تَصْدُق الْغِرْبانُ.فِي عصْفي نظَرْتُ.يقُولُ في نفْسي بنُو الْعَبّاس سُرّي ياغَريبَةُ لا رُؤى الْمَوْتى،ولا ذَهبُ الْمُعِزّ يفُتُّ في رُوحِ الْغَريبَةِ. مِنْ حُطامِ الأَرْضِ تحْتي أسْمعُ الْعَتَباتِ فِي بَلَل النّخيلْ " مهْما تضْرِبُ الْكُثْبان سقْفَ الْحِيطانِ مِنْ مِيراثِ الْعَجُوز ومهْما السّاعَات في ضُمور الأَيادِي ومهْما الْيَوْم، والرّاياتُ وعِيدُ التُّوت إِذْ يَلْتَقِمُ اللّعْنة كِلابٌ مِنْ قِشّ يهُمُّ الأُغْنية ، في نِهايَةِ الظِّلال، مَا تُشيرُ بِه وارِفَةُ الْغَيْمات منْ أَصابِعِها الّتي تُبْرقُ بها إلى الْحَياة الّتي بُيِّتتْ بِلَيْل