المستخدمين
المستخدم:
كلمة السر:
المنتديات اتصل بنا تسجيل الرئيسية
 
Your Ad Here
شاعر الأسبوع
شاعرة الأسبوع
قصيدة الأسبوع
أخبار وأحداث New
عصب البيت
للشاعر السيد جلال

عصبُ البيت
شعر/السيد جلال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دَجِنَ الليلُ.........
وحادِي الأيامِ يُغَنِّي:
قلبي يتحسَّسُ في الطرقاتِ
مواضعَ أقدامك يا أمْ
رغم وجودِ البئرِ
ورغم الماء البارد؛
لكنْ يبدو كالمالحِ لا يرويني
صرتُ الآن لطيمَا
تُبكيني الحرقةُ والذكرى واليتمْ
لا صدرَ الآن ورائي
لا حضنْ
موعودٌ منذ نعومةِ أظفاري
أنْ أُجلدَ
أنْ أُحرمَ
أنْ يطحنني الغمْ
ويبعثرني فوق مياهٍ جاريةٍ باليمْ
اشتقتُ لصوتكِ
حتى لسعالِك في وسط الدارِ
مليئاً بالآلام وضغط الدمْ
اشتقتُ لبعض الشاي الساخنِ
أشربهُ الآن على نار الأيامِ
ورائحةِ الذكرى
اشتقت لأيامٍ كانت لا تعجبني
صارت في ذاكرتي إلهاماً ونغمْ
وغداً يسألني ولدي"طه" عنكِ
وهو المولود حديثا ساعتها
............................لم يركِ
لا يعرفُ أنكِ رغم عضال الداء أتيتِ
في رحلة سفرٍ مجهدةٍ
كي تضعيهِ في أحضانكِ
.........................ترقيهِ
بالحب المتدفق من عينيكِ
ولسوفَ أقول لهُ:
إنَّكَ آخرُ أُمنيةٍ
حققها اللهُ لها
حيث رأتْكَ قُبيل الموت بأيامٍ
ثم أتانا محزوناً رمضانُ
يدقُّ علينا البابْ
جاء يُعزِّينا،
ويلملمُ شملَ الإخوةِ والأحبابْ
دخل الدارَ،
ودارَ يقلبُ كفيهِ:
كيف بدونكِ
صارَ الأهلُ جميعا ًأغرابْ
لمْ يتبقَّ لنا إلاَّ ما يحملُ
كلُّ منا في ذاكرتهْ
وقليلٌ من صورٍ ساكنةٍ
رغم الحبِّ النابضِ فيها
لا تحملُ إحداهنَّ ملامحَكِ السمحةَ..،
أو فرحةَ قلبكِ
في ثوبِ عروْسٍ
أُمِّي ليس لها أفراحٌ إلاَّ معنا
ولذا أبت الدنيا أن تجمعَنا......
وكعادةِ منْ يشغلهم قصر العمرِ
وأنَّ اللحظةَ لن تتكررَ ثانيةً
لمْ أتركْ ثانيةَ.........
سجّلتُ كثيراً من لحظاتِ الفرحٍ
بآلةٍ تصويرٍ
ولأنَّ الآلةَ لا تنظرُ للخلفِ
فلمْ ترنِ..........
وكأنِّي مخرجُ عرضٍ
لا يدركُ كيف تسيرُ فصولُ روايتهِ
أو ماذا في أعماقِ الأشخاصِ،
وينوونَ بكلِّ العزمِ السعْيَ إليهْ
لا يعرف شيئاً عمَّا خبَّأهُ
آخرُ فصلٍ من أحداثْ
يجلسُ كعادتهِ
ينتظرُ الصدمةَ بين الجمهورْ
.........................
دَجِنَ الليلُ وحادي الأيام يغني:
حاولتُ كثيرا يا أُمي
أنْ أجمعَ بعدكِ شمْلَ البيتْ
عبثاً حاولتْ
وجْهُ البيتِ كئيبُ وعبوسٌ في وجْهي
يأبىَ إلاَّ أنْ يلْفِظَنيِ
وأُذكِّرُهُ..،وأُفهِّمُهُ..يأْبىَ..
وكأنّكِ ما كنتِ لهُ قلبا
وكأنّيِ لمْ أسْلُكْ-في العُمْرِ-له درْبا
وبكيتُ على قدميهِ طويلاً
كي يسمعَني..
حملقَ في وجْهي محتدّاً
ثار عليّ وروّعني
وتتابعت الأصواتُ تعزيني حيناً
ثم تعودُ لتنهرَني...
فُرْنُ الخُبز تأوَّهَ منكمشاً في غرب الدارِ
يُكفكفً نيرانَ الحبِّ
فتغلبهُ نيرانُ الحزنِ فيسألني:
أولمْ تشْتقْ لفطيرٍ
كانت تصْنعُهُ لك بالسُّكّر...!
أو لبطاطا ساخنةٍ:صفراءَ،وبيضاءَ
مقدَّمةٍ بأصابعِ كفٍّ مرْتعشٍ
من وَهَنِ الصحةِ والعُمرْ.....!
أو لصحائفَ من أنواعِ السمكِ المَطْهوِّ
تداعبُ أنفكَ رائحتُهْ..!
والذُّرةِ المشْوي
ولذيذِ السمكِ البلطي
ثمَّ انطفأت نارُ الفرْنِ فقالَ:
وكم كانت ناري تحرقُها
كي تُطْعِمَكَ الشَّهْدَ بملْعقةٍ
باطنُها الحُبُ،وظاهرُها الصبرْ...
قلتُ له:واللهِ يا فُرْنُ نعمْ
كمْ أدْركني وتسلَّقَ أغْصاني الهمْ...
كمْ كانت فرْحتُها
حين ترانا مجتمعينَ،
ومحتفلينَ بأعيادِ الميلاد...ِ
تشملُنا الفرْحةُ في رمضانَ
وفي كلِّ الأعياد..ِ
مُلتفِّينَ معاً
حول طعامٍ صنعتْهُ بيديْها
كمْ قبَّل كلٌّ منَّا كفَّيهِ
ما قبَّلََ منا أحدٌ كفَّيها
كانت حين تقبِّلُنيَ
أشْعُرُ أنّي شهْدٌ في شفتيها
كُنّا حبّاتُ المسبحةِ
وكانت شاهدُها والخيطْ
أُمّي كانت عصبُ البيتْ
..............
ووقفتُ كثيرًا
أتأمّلُ صوراً وشهاداتٍ
فوق الحيطانِ معلّقة،
وشَعرتُ بهذِي الجدرانِ
تُفتِّشُُ عن صوتٍ قُدْسيٍّ تألفُهُ....
وحنينِ فؤادٍ ربَّانيٍّ تعرفُهُ
وملامحَ رغم الحزنِ سماويَّهْ
هذِي الجدرانُ تفتِّشُ عنْكِ
عن رأسٍ حملتْها،
عن أيدٍ جمعتْها ،
خلطتْها حصَواتٍ بدِماها
حتى صارتْ صرْحاً:لحماً،ودماً
هذِي الجدرانُ انْهارتْ
ما عادتْ بيتاً
صارتْ قبراً يطلُبُنِي
صُمَّ كثيراً جَرَسُ البابِ
وصارَ كسُولاً
هجرتْهُ الفرْحةُ والرُّوحْ
ويئنُّ أنيناً مكْتُوماً
كأنينِ العُصْفُورِ المذْبُوحْ
أسْمعُهُ لا يسْمعُني
بُسْتانُكِ مَنْ يرْعاهُ.. ؟
ومَنْ يرْوِيه...ِ؟
ومَنْ بعْد رحيلِكِ يُمْكنُهُ
أنْ يسْكُنَ فيهِ..؟
ذَبُلَتْ أشجارُ الوردِ
قُطِعتْ،أو كادتْ أوْ صالُ الودِّ
طُوِيَتْ صفْحةُ أفْراحي كاملةً للأبدِ
وانْفجرتْ صفحاتُ الأحزانِ
وطِأتْ أيَّامي كالطُّوفانِ
أُقسمُ حاولتُ كثيرا يا أُمي
أنْ أجمعَ أشتاتَ البيتْ
عبثاً حاولتْ
قال:أنا حبَّاتُ الألْماسِ
وماتتْ مَنْ كانت تجْمعُني...
........................
حادي الأيامِ يُردد:
أُمِّي قالتْ لِي:
يا ولدي،أنتَ أخي.. أُمِّي وأبي
لمْ أُدْرِكْ ساعتَها المَعْنى:
حيثُ يكونُ الحبُّ يكونُ القلبْ
وَوَثَقْتُ بأنِّي كنتُ وما زلتُ صَبِي
لمْ أتعلَّمْ شيْئاً
من دُنْياي ومن كُتُبي
وشوارعُ أيامي مُظْلِمةٌ
يرْشدُني عن بُعْدٍ
ضوْءُ شُمُوعٍ خافتْ
أتحسّسُ موْضعَ خُطْواتيٍ
بعصاةِ التجربةِ المُرَّةِ أحياناً
بعصاةِ الفطرةِ أحياناً أُخرى...
والليلُ هو الليلُ
كما يُسعِدُ عُشَّاقاً
يسْتُرُ ذُئْبانًا وثعالبَ بينَ
ثنايا خيْمتهِ السَّوْداءْ
في الخلْفِ بحارُ خُواءْ
وأمامي الكُلُّ خُواءْ
لا معنىَ لأِنْ تبحثَ عنْ كَتِفٍ،
أو صدْرٍ،أو سَنَدٍ،من ألفٍ باءٍ،
أو عَيْنٍ مِيمٍ،
أو كلِّ حروفِ اللُّغةِ...
حتى الياءْ
لا مَيْمنةً في الجيْشِ ولا ميْسرةً
والقلبُ تحَيَّرَ كيفَ يصُدُّ..؟
وأينَ يصُدُّ..؟
وَرِياحُ الدُّنْيا هوْجاءْ
...................
دَجِنَ الليلُ وحادي الأحْزانِ
على الأوْتارِ يُغَنِّي:
لا أذكُرُ أنَّ لنا خالاً نحْسَبُهُ خالا
قدْ فارقَ أُمّي نصْفَ العُُمْرِ
ورُبْعَ العُمْرِ يقِلُّ قليلا
قبلَ الموْْتِ بشهْرْ
جاءَ يُوَدَّعُها بجُنيْهاتٍ عَشْرْ
زادتْهُنَّ لأضْعافِ الأضْعافِ وقامتْ
قفزتْ من فرْشِ الموْتِ وقالتْ:
يا أولادُ..،أخي جاءَ
أخي عادَ وعوَّضني
عن فُرْقتهِ طول العُمرْ..
............... !!
خالي رجُلٌ تحْكُمُهُ امْرأةٌ
تأكُلُها نارُ الغِيرةِ والحِقْدِ
وليسَ لهُ من بين مخالِبها أيُّ مفرْ
خالي لا يعدِلُ حتى خُلْخالا....
...................!!
حقّاً أحياناً
يسحبُنا الحُبُّ إلى لا شيءْ
يدْفعُنا من قاعِ النهرِ..
إلى قاع البحرِ..
إلى قاعِ محطْ..........
"ديكتاتورٌ" وعنيدٌ أنتَ كثيراً
يا مَنْ تُدْعَى بين البسطاءِ مجازاً
باسمِ الحُبْ
خلّفتَ وراءَكَ أُمّي
في قاعِ محيطِكْ
وملأْتَ جوانبَها بمياهٍ وهواءٍ سامٍّ
ظنَّتْهُ ساعتَها ريحَ الجنَّةِ
يدْنُو منها
كانَ الفجرُ يدُقُّ عليها البابَ
قُبَيلَ أذانَ الفجرِ
لِتَخْرُجَ تسْعَى.......
وحُقُولُ الليلِ تُغطِّيها شبُوُرةُ ظُلْمٍ
لا يُمْكِنُها التفْريقُ لساعاتٍ
بينَ الطينِ وبينَ المرْعَى..!
كانَ الفجرُ يدُقُّ عليها البابَ
قُبَيلَ أذانَ الفجرِ
لِتُّذرفَ من عينيها الدّمْعةَ
تلْوَ الدّمعةِ،تلْوَ الدمعةْ
.....................
مازال الحادي في الطُّرُقاتِ
هناك يُغَنّي:
منعوكِ رؤْيةَ أُمّكِ يا أُمّي
حين أتاها الموْتُ...
تقولُ:دعوْها لأراها،
وأُجفّفُ عينيها، ابنةُ عمري
وتظلُّ الرُّوحُ مُعلَّقةً لِثلاثةِ أيامٍ
قُبِضَتْ بعد لقائكِ
والدَّمْعُ يسيلُ على خدَّيها..
حينَ يجيئُكِ أنتِ الموْتُ
تُشِيرينَ إلى ما لا نعْلَمُهُ،
أو ننْظُرُهُ قائلةً:أُمّي..أُمّي..!!
ثُمَّ وفي غمضةِ عيْنٍ
تمْضينَ إليها............
لمْ ينْصِفْكِ بحقٍّ ساعتَها
إلاَّ جدّي..
عاد من المسجدِ يحتضنُ ابْنَتَهُ
مكلوماً يبكي
لا يعرفُ ما دُبِّرَ في جنْحِ الليلِ
وأطلالِ الحاراتْ
بينَ شياطينِ الإنسِ
عقاربِها والحيَّات...
ماذا في آخرِ هذا الليلِ الأسودِ
قُل يا حادي؟
قال الحادي:....................
بين المسْجدِ والبيتِ طريقٌ يكْفيني
كي يحملَني جدّي فوقَ الكتِفَينِ
جدّي"عُمَرٌ" أدْخلَني المسْجدَ
بين صفوفِ الناسِ
لأبدأَ رحْلَةَ عُمْرِي...لكنْ هيهاتْ
جدّي"عمر"أخْرَجَني لعذاباتِ
الناسِ جميعاً إلاَّكِ فقطْ
حين طواهُ الموتُ ككُلِّ الأمواتْ.
.............
قُبْطانُ سفينِكِ جاهلُ يا أُمي
لا يعرفُ أسْرارَ البحرِ
ولا يُدْرِكُ منها غيرَ هواه..
أبحرْتي مَعَهُ
وترَكْتي الشاطئَ والمَرْسى
في مُنتصَفِ البحْرِ تغيّرَ مسْعاه
نفدَ الزّاد..ُ
ولا يكْفي الباقي منهُ
إلاَّ لِسِواه...
فسلاماً يا أُمّي
وعزائي أنّكِ في كنفِ اللهُْ.
ــــــــــــــ
السيد جلال-القاهرة
14من شعبان1428هـ
26من أغسطس2007م

شعر الفصحى
شعر العامية
شعر الأغنية
الشعر الجاهلي
الشعر الإسلامي
الشعر العباسي
الشعر الاندلسي
الشعر النبطي
شعراء الطفولة
المرآة الشاعرة
دمــــوع لبنــان
المونولوج والفكاهة
فن الدويتو
مواهب شعرية
علم العروض
قالوا فى الحب
 
البحث
 
كلمة البحث:
بحث فى الشعراء
بحث فى القصائد