مَـا بَـالُ شِـعْري تَـمَطَّى عَنْ رَوَاحِـلِـهِ وَ اُسْـتَـأثَـرَتْ بِـهِ أنْوَاءٌ بِـسـَاحِـلِـهِ واُسـتـقـبلَ النـوءَ دونَ رَيٍّ من عَـجَلٍ كالروْضِ يُـسْـقَى بِـطَـلٍّ دون وَابلـهِ كـأنَّـهُ اُسْـتَـوْزَرَ الأقلامَ في شَـغَـفٍ فاُسْـتَـسْلَمَ الحِبْرُ نَهْرًا في مَعاقِـلِـهِ هـذا القَـريـضُ ريـاض قد نَمَى عَجَبًا فـاُسـتـبدلَ القـبْحَ حُسْـنًا في مُقابـلـهِ فـيـه اُسـتـحالـتْ شِفاهُ الحِبْرِ جَوهرةً قَـدْ قَـبَّـلَـتْ وَرَقاً جَـادَتْ لِـحامِـلِـهِ والليلُ يَـطوِي مُروج النوم مُـنْـفـتـحا قَـدْ سَـامَرَ الشّـعْـرَ مَصْحُوبًا بِـقائِـلِـهِ فـي جُـنْحه شاعرٌ بالصمتِ مُـلْتـَحِـفٌ أصْـغَى لِـشِـعْرِهِ في لَـيْـلٍ بِـكامِـلِـهِ ثـلاثـةٌ هُمْ إِنِ اُسْـتَـعْجلـتَ مَجْـمَعَهُمْ أدركـتَ أنَّ التَـأنِّي فـي عَـوَاجِـلِـه أنـا وشـعري ولـيلي فـي مُـجـالسةٍ نَـحْـكي حـكايا نَـديمٍ في عَـوَاذِلـِهِ نَـحْكي أسـَاطيرَ لَـيْلىَ حين فَـاجَـئَهَا قَـيْسٌ بِـمُـزْنَـةِ حُبٍّ مِـنْ هَـواطِـلِـهِ يـا أيـُّها اللـيل لا تَـنسَى مـواعـدنا فَـالعَـتْـمُ فـيكَ صـفاءٌ في تَـكامِـلِـهِ كَـمْ أطـرَبَ السـمعَ فـيكَ يا طَـرَبيِ حـتى أصِـيبَ سـمعي من تَـواصِـلِـهِ خَـصَّـصْتُ حُـرَّ زمـاني فيكَ نـافـلةً حـتى عَـدِمْـتُ نَـهاري في تَطـاوُلـهِ مـنْ شَـهْدِ شعري أكلتَ اليوم جائزةً قَـدْ عَـمَّـدَتْكَ قَـوَافٍ منْ عَقَـائِـلـهِ يـا أيـها الشعرُ أنتَ اليوم مُـغْـتَرِبٌ تَـبكي صـدى المُـتَنَبِّي في جَحافِـلِـهِ تـبكي ديارا عَـفَاهَا الدَّهْرُ منْ زَمَنٍ تَـبكي بـطولات صَـخْرٍ في مَـنَـازلـهِ واليوم تـحكي بـطولاتٍ بِـمَـشْرِقِـنَا كـالـوَشْمِ زَكَّى نَـجِـيعًا منْ فَضائِـلِـهِ حيث اُمْـتَحَى الوَشْمُ منْ وطنٍ وَمَازَجَهُ غـَرْبا وشـرْقا فَـأضْحَى مِـنْ سوائـلـهِ هـذا فـمسـتـقـبلُ الأوطانِ مكتبةٌ إِنْ قِـيـلَ إِقـْرَأْ فَـإِقـْرَأْ منْ رسائـلـهِ إِذْ أنَّنَـا كَـحَوَاسِـيـبٍ بـلاَ عَـمَـلٍ تَـيَّـارُهَـا في يَـدٍ أوْدَتْ بِـحَـامِـلِـهِ فـالمـاءُ يَـجْري ولا نَجري بِـصُحْبَـتِهِ والـنَّـبْـعُ أبْـعَدُ حَتَّى عَنْ مَـخَـايِـلِـهِ