من مراثي ليلى العامرية "إلى ليلى طاطار شاهين.. قمري الذي هوى"‏ *سلام:‏ سلاماً شذا الموت‏ أهلاً بعاطر ما يطلعُ الرملُ‏ من هسهساتِ‏ الغياب‏ ومن فرحٍ طافحٍ بالبكاءْ‏ سلاماً لأنفاس أنثى‏ تساقط فوق دَمِ‏ الوقت‏ مسكونةً- رغمَ قسوةِ‏ سيف الردى-‏ واشتعال‏ البقاءْ‏ سلاماً لليلى‏ لنظرتها‏ للأماسي الشهيةِ‏ للعُنفوان الذي لم يزل‏ يُسكرُ القلبَ‏ يمنحُهُ كلّ يومٍ فضاءً‏ ليرقى إلى سدرةِ القولِ‏ متّحداً‏ باكتمالِ الغِناءْ!‏ ***‏ وليلى مهرةُ الأحلامِ‏ سيّدةُ الكلام الحُلوِ‏ فاتحةُ الشذا‏ لم تدرِ مقتلَها‏ ولم تحفلْ‏ ومنذُ تربَّصَتْ كفُّ الردى-‏ بالخوفِ‏ كانتْ ترتدي الفوضى‏ وتركضُ في براري مجدها‏ المجدول‏ من ألق التحمُّلِ‏ لم تبُحْ بالآهِ‏ لم تقرأ سوى الأقمارِ‏ دافئةً تلوِّحُ‏ أو تميلُ‏ ليلى الغزالةُ‏ كنتُ أرقبها‏ وأحدِسُ ما يجيشُ‏ من التوجُّسِ‏ في أسى العينينِ‏ حين دنا- على قلقٍ -‏ من الفرحِ‏ الرحيلُ‏ ليلى القتيلةُ‏ لم تراودْ غير غربتِها‏ لتصعِدَ‏ احتكمتْ لقاتلها‏ وقاتلُها قتيلُ!‏ ***‏ *البكاء:‏ سوادٌ.. سوادْ‏ كلُّ ما حولَ قلبي يجلِّلُهُ هذهِ‏ اللحظاتِ‏ الحِدادْ‏ كلُّ ما خلَّفتْ راحتاها من الوردِ‏ يبكي‏ المناديلُ تبكي‏ الزوايا‏ السَّريرُ‏ الدُّمى‏ النمنماتُ‏ القصائدُ‏ تبكي‏ ويبكي بقلب يراعي المِدادْ!‏ ***‏ *العرس:‏ إلى ليلها‏ زُفَّتِ الآنَ ليلى‏ وماستْ بزينتها‏ الليلكيةِ‏ شفَّتْ لتغدو أدنى وأدنى‏ من الله‏ باحتْ‏ فرقَّ الحَمامُ البهيُّ‏ وظللَّها بشهيِّ‏ الغَمامْ‏ إلى ليلها تخلدُ الآنَ‏ أيَّ ابتهالٍ ستُدني‏ ليسموَ طقسُ الغيابِ‏ ويمتدَّ عذباً‏ إلى آخر المشتهى‏ من لذيذ الحِمامْ‏ وفي ليلها تسبحُ الآنَ‏ نهرُ ابتهالٍ يسيلُ على مدِّ‏ نظرتها‏ دافئاً‏ ويسيلُ من المقلتينِ‏ بهيّاً -مع الصَّمتِ-‏ دمعُ الكلامْ!‏ **‏ *فاصل:‏ من يعرفُ ليلى؟‏ من يقرأُ هذي اللحظةَ‏ بِلّورَ العينينَ‏ ويحدسُ ما يتناسلُ في عشبهما‏ من ألقِ الحزنِ‏ وأقمارِ الفرحِ‏ البيضاءْ‏ ليلى المهرةُ‏ تعدو‏ قمرٌ وثنيٌّ يتلألأُ‏ في غرتها‏ وحواليها‏ آلُ الماءْ!‏ ***‏ *المكاشفة:‏ أنادي على وردتي‏ الغائبهْ‏ أعلِّقُ قلبي على حبلِ ذكرى‏ وأصرخُ:‏ يا امرأةَ النَّهرِ‏ يا لُغتي الذائبهْ‏ تعالي‏ لنصطادَ حزناً‏ جديداً‏ ونفتحَ بابَ الأغاني‏ لتهطلَ أوراقُها في‏ دَمَيْنا‏ تعالي‏ لنبدأَ موتاً‏ ونشربَ موتاً‏ ونقتاتَ موتاً‏ ونبني من الموت‏ موتاً‏ ونصعدَ مثلَ الصِّغارِ‏ إلى حُلمنا في ذرا‏