أبشِرْ فقدْ خَرِبَتْ سَبأ عشرونَ عامًا سيِّدي عشرونَ عامًا والتتَرْ يَعثونَ في الأرضِ الفسادْ عشرونَ عامًا سيدي وجهي المحنَّطُ في جدارِ مَرارتي والظهرُ للجلادْ كلُّ الذي أتذكَّرُهْ أنَّ التترْ وَعَدوا بشمسٍ للنهارْ ، وبصُحبةٍ ، وبزوجةٍ ، وبلقمةٍ ، وبدارْ عشرونَ عامًا سيدي نجري وراءَ وُعودِهم وعهودُهم برقٌ بلا أمطارْ عشرونَ عامًا كلُّهنَّ خَيالْ عشرونَ عامًا سيدي والحالُ نفسُ الحالْ ضَحِكٌ على هذي الذقونِ الطيِّبةْ معَ أننا لا نركبُ الأفيالْ *** عشرونَ عامًا سيدي لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ نَعيقِهم أمَمٌ تُصفِّقُ آخرَ الجلساتْ عشرونَ عامًا والقطيعُ بلا أملْ فرَّ الرُّعاةُ وضاقتِ الفلواتْ عشرونَ عامًا لا مظاهرةَ احتجاجٍ واحدةْ والقتلُ بالآلافِ في الطرقاتْ قد أوهمونا أنَّ "بدرًا" آخرَ الغزواتْ عشرونَ عامًا ما سمعنا ضدَّهم شجبًا ولا استنكارًا معَ أنَّهم يَزنونَ فينا .. نغفرُ الهَفَواتْ *** عشرونَ عامًا كلُّها أزماتْ عشرونَ عامًا والبضاعةُ واحدةْ عشرونَ عامًا والبضاعةُ فاسدةْ هي سلَّةٌ وتَعطَّبَتْ ، وتعفَّنتْ ، وتقيَّحتْ من أينَ تأتي بالجديدْ يا سيدي هيهاتْ قلَّبْتَهم يا سيدي مِن ذا لذا وعلى يديكَ توالتِ النكباتْ *** عشرونَ عامًا سيدي عشرونَ عامًا والخيولُ الواقفةْ نفقتْ فهذا الانتظارْ .. قتلَ المروءةَ ، والصهيلَ ، وروعةَ الركضِ المحمَّلِ بالغبارْ قتَلَ الحنينَ للحظةِ الموتِ النبيلْ ، ولحقِّنا في الثارْ عشرونَ عامًا سيدي والسيفُ مُنكفئٌ ورائحةُ الصدأْ زكمتْ أُنوفَ القائمينْ العارُ فاحَ على الملأْ ضاعَ الخبرْ والمبتدأْ يا هدهدًا أبلِغْ سُليمانَ الحكيمَ وقُلْ لهُ : أبشرْ فقدْ خَرِبتْ "سبأْ" ***