الحَميرُ الذينَ يَلوكونَ هذا الكلامَ السَّخيفْ وهذا الهُراءْ ليسَ هذا الهوانُ ادِّعاءْ كيفَ يُصبِحُ وَجهُ السماءِ ابتِلاءْ وَوَجْهُ الحياةِ ابتِلاءْ ؟ كيفَ نَخرُجُ مِن كَرْبِلاءٍ .. إلى كَرْبِلاءْ ؟ أيُّها النَّاصِحونَ دَعُوا نُصْحَنا كَيفَ تُصبحُ هَذِي الشعوبُ العَريقةُ في رِجْلِ حاكِمْ .. كَمِثْلِ الحِذاءْ ؟ مَن يَقولُ بأنَّ البلادَ ستَرْجِعُ في ذاتِ يَومٍ .. وَيَرجِعُ عَرْشُ الإمارةْ مَن يَقولُ بأنَّ هُنالِكَ أرضٌ تَعودُ إذا ما نُصَلِّي صَلاةَ استِخَارةْ ؟ إنَّ للأرضِ دَيْنٌ وللدَّيْنِ نَغسِلُ بالدَّمِ هذا القَميصَ فََنَمْحُو الهَوانَ إلى أنْ تَعودَ البِشارَةْ ****** فَمنْ ذا يُوافِقْ بأن تُعطيَ اليومَ ما لَسْتَ تَملِكْ ؟ ليسَتِ الأرضُ لي ، ليسَتِ الأرضُ أرضَكْ إنَّها مِلكُ مِن سوفَ يأتُونَ .. بَعدي وبَعْدَكْ إنَّنا حِينَ نَسْقي الترابَ .. دَمِّي ، ودَمَّكْ .. ليسَ هذا جُنونْ إنَّنا نَبْذُلُ الدَّمَ فيها عساها تَثورُ .. لكي تَستَرِدَّكْ *** فيا عَذْبَةً مِثلَ ماءٍ زُلالْ ورائعَةً مثلَ هَمسِ الخيالْ اجعَليني قِبابْ أذِّني فِيَّ عَلِّي .. أطولُ السحابْ أغرِسُ العَلَمَ المخْمَلِيَّ على كُلِّ بابْ عَلَّني في الترابْ ألْتَقي الشُّهداءَ الذينَ يَقولونَ عنهُمُ : صاروا تُرابْ إنَّهم قادِمونَ لكي يُقْتَلوا ، وكي يُبعَثُوا لِيَومِ الحِسابْ فافْتَحي كلَّ بابْ إنَّني أرْقُبُ الآنَ فَجرًا قَوِيًا ، فَتِيَّا عَنيدًا ، أبيَّا بِرَغْمِ الرُّكامِ .. وَرَغْمِ الخَرابْ ***