جراح الهوى أيا جراح الهوى اهدئي فلك في ذاتي صراخ وأنت في النفس حريق وأنا ياجراحي قارب غريق في بحر الهوى العميق غريق قلبي أنا غريق لا حبيب ، لا قؤيب ، لا صديق وحيد في ليل صار له عشيق تائه قلبي أنا أي سبيل إليك حبيبي ، أى طريق إسمك تائه في درب عمري العتيق صورتك ياحبيبي نار هي في صدرى حريق لقد سألت صدفات البحر عنك وسألت سمائي العجوز عنك فلا خبروني ولا أجابوني عنك لقد ناشدت نجوم الليل أن تزين ليلك وأن تبحث عن منزلك فما وجدت عندها جوابا فناشدت الليل ، ناشدته ياحبيبي أن يطل من نافذة منزلك وأن يبحث عنك بين جدران البيوت فلا تكلم ولا خبرني سألتهم كلهم عنك فما أثلجوا صدري ولا بردوا حرقة قلبي الحيران فسألت أمطار السماء وقلت : هل أمرت غيومكم بدار حبيبى ؟ هب سقطت قطراتكم دار حبيبي ؟ فما أجابتني ولا هدأت روع قلبي فسألت الشمس قلت : يا أمنا يا من ترسلي نورك العذب الدافىء ليزرع الحياة في النبات ويضىء نهار الكائنات هل أضاء نورك دار حبيبي ؟ هل لفت أشعتك جبين حبيبي ؟ خبريه يا أمنا يا تاج الملوك وياسيدة النجوم ، وياجوهرة المجرة إلا فخبريه إن أطلت على نهاره يوما أنه يسكن في إحدى البقاع قلب إليه يحنو وبنيران حبه يحترق وإلى عشقه عطشان وبقربه ولهان ، وفى البعد عنه حيران خبريه أنه قد طال الإنتظار وأخشى على قلبي أن ينهي الاحتضار بموت لا يطل بعده انتظار فما أجابتني ولا قرأت في عينيها علامة فانتظرت الليل من جديد والفكر شارد وحيد وعلى نافذة غرفتي أطل القمر فقلت : أهلا بك ياصديق صباى يارقيق العشاق ويامؤنس المشتاق ، خبرني عن ديار حبيبي وأغمضت عيني لأتجرع مرارة الصمت بهدوء لكن لم يكن الجواب صمتا هذه المرة وإنما سمعت صوتا كان القمر فاجاب : يا ابنة الليل ، وياسجينة الهوى وياأسيرة المحبوب ، الحب ياصبية معنى لا يرتبط بالذوات الحب نور يزهر في القلوب فينير للناس جميعا ليس فقط للمحبوب الحب سمو يرفع صاحبه للسماء فيشع بالنور مثلي والضياء حبك ياصبية ليس بحاجة لاسم حبيبك ولا لصورة حبيبك ولا لديار حبيبك حبك عطر ينشر نسيمه لكل من حوله كالوردة البرية تحب النور لكنها تهدي عطرا للجميع وكنجوم السماء تعشق الليل لكنها تضىء للأكوان أما عن ديار حبيبك ... فهى فى قلبك ياصبية وانكمش الصوت فرفعت عيني ورأيت صورة لنتظرها لزمن بعيد ........
